راي

حرب إيران والكيان الصهيوني: زلزال إقليمي يهدد خارطة الشرق الأوسط

 

في ظل التصعيد المتزايد في الشرق الأوسط، فرضت مواجهة عسكرية مباشرة بين إيران والكيان الصهيوني. ورغم أن التوتر بين الطرفين ليس جديداً، فإن تحوله إلى حرب مفتوحة يحمل في طياته تداعيات كارثية، لا تقف عند حدود الدولتين فحسب، بل تمتد لتشمل الإقليم بأكمله، وربما العالم.

أولاً: التداعيات الأمنية والعسكرية

حرب من هذا النوع ستتخطى الجغرافيا التقليدية. فإيران، التي تعتمد على شبكة واسعة من الحلفاء والوكلاء في المنطقة، قد تفتح جبهات متعددة في لبنان (عبر حزب الله)، سوريا، العراق، واليمن. وستكون “إسرائيل” أمام سيناريو هجوم متزامن بالصواريخ والطائرات المسيّرة من أكثر من جبهة.

هذا التصعيد قد يدفع الولايات المتحدة إلى التدخل المباشر لحماية حليفتها، وربما يؤدي إلى نشوب حرب إقليمية واسعة، تُعيد تشكيل التوازنات العسكرية في المنطقة.

ثانياً: الارتدادات السياسية

أي صراع مفتوح بين إيران والكيان الصهيوني سيخلط أوراق التحالفات السياسية. فدول الخليج، رغم حساسيتها تجاه التمدد الإيراني، ستجد نفسها في موقف حرج، خاصة في ظل تنامي التطبيع مع “إسرائيل” من جهة، وضغوط الشارع العربي المتعاطف مع القضية الفلسطينية من جهة أخرى.

وقد يتراجع زخم “اتفاقات إبراهام”، وتعود إلى الواجهة قوى الممانعة، بينما تسعى أطراف إقليمية مثل تركيا وقطر وحتى روسيا إلى لعب أدوار وساطة.

ثالثاً: الأثر الاقتصادي

الاقتصاد العالمي ليس بمنأى عن تبعات الحرب. أي تهديد لمضيق هرمز – شريان الطاقة العالمي – سيؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط، يضر باقتصادات أوروبا وآسيا، ويضيف أعباء إضافية على الدول الفقيرة والمستهلكة للطاقة.

كما ستتأثر الأسواق الإقليمية في الخليج ومصر وتركيا بانهيارات محتملة في البورصات، إلى جانب تعطل سلاسل الإمداد، خاصة في قطاعي الغذاء والطاقة.

رابعاً: الأبعاد الاجتماعية والدينية

لن تمر هذه الحرب دون انعكاسات عميقة على الشعوب. ستتجدد مشاعر الغضب والتضامن في الشارع العربي والإسلامي، وستخرج مظاهرات داعمة لفلسطين والمقاومة في عدد من العواصم. في المقابل، قد تستغل بعض الأطراف هذه الحرب لتأجيج الخطاب الطائفي وتوسيع شروخ الانقسام المذهبي في العالم الإسلامي.

إن اندلاع الحرب بين إيران والكيان الصهيوني ليس مجرد حرب بين بلدين ، بل هو زلزال استراتيجي سيغيّر وجه الشرق الأوسط. وستكون هذه الحرب اختباراً حقيقياً للدول، للأنظمة، وللشعوب. فإما أن تُنتهز الفرصة لصياغة مشروع تحرري يعيد التوازن للمنطقة، أو أن تنزلق المنطقة بأسرها إلى جحيم يصعب الخروج منه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى