*عمود : حد القول* *بقلم : حسن السر احمد* *عبدالقادر سالم… صوت السلام الذي خلد كردفان ورحل

برحيل الفنان الدكتور عبدالقادر سالم، فقد السودان واحداً من أعمدته الفنية والثقافية، ورمزاً من رموز الوحدة والسلام. كان صوتاً يصدح بالحب، ويدعو إلى التآلف، ويجسد تراث كردفان في أبهى صورة، حتى صار سفيراً للأغنية السودانية في المحافل الإقليمية والعالمية.
عبدالقادر سالم فنان السلام والوحدة
عُرف سالم بلقب فنان السلام لأنه حمل رسائل المحبة والتسامح في أغنياته، وجعل الفن وسيلة للتقارب بين الناس.
كان أيضاً فنان الوحدة، إذ جسّد في أعماله روح السودان الواحد، جامعاً بين تنوعه الثقافي واللغوي والموسيقي.
إرث فني خالد
من أبرز أغنياته التي خلدها الزمن: مكتول هواك يا كردفان، ليمون بارا، وغيرها من روائع الأغنية السودانية.
استطاع أن يحوّل تراث كردفان إلى أيقونة فنية، فحملها من المحلية إلى العالمية، ليصبح رمزاً للهوية السودانية الأصيلة.
الباحث والمثقف
لم يكن عبدالقادر سالم مجرد مطرب، بل كان باحثاً في التراث، حاملاً شهادة الدكتوراه، ومؤمناً بأن الفن رسالة ثقافية ومعرفية، وُلد عام 1943 بمدينة بارا، وتخرج من معهد المعلمين بالدلنج في أواخر الستينات، ليبدأ رحلة طويلة من العطاء الفني والأكاديمي.
الوداع الأخير
رحل بعد صراع مع المرض، تاركاً وراءه إرثاً فنياً وإنسانياً لا يُمحى. رحل وهو يحمل في صوته نداءً خالداً:
طالبين سلاما
ما تبقى ظلاما
يا خيى دى الدنيا
معدوده أياما
`
نسأل الله أن يغفر له ويرحمه، ويسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
إنا لله وإنا إليه راجعون.




