راي

تأبين شهداء البني عامر احتفالية فخر واعتزاز وتقديم النفس من أجل كرامة السودان وشعبه

 

في لحظة من لحظات العزة الوطنية، وقف السودان وقفة إجلال ووفاء لشهدائه الأبرار من قبيلة البني عامر، أولئك الذين ارتقوا إلى ربهم وهم يدافعون عن شرف الوطن وكرامة شعبه، في ملحمة بطولية تؤكد أن السودان لا يزال ينبض برجال ونساء يهبون أرواحهم دون تردد إذا ما نادى منادي الوطن.

تأبين الشهداء… ليس للحزن فقط، بل للفخر أيضاً

في ساحة عامرة بالحضور، اجتمع أبناء القبيلة وقيادات المجتمع وممثلو الدولة والمكونات المجتمعية كافة، ليشهدوا احتفالية تأبينية خالدة، لم تكن فقط وقفة حزن وبكاء، بل وقفة فخر واعتزاز برجالٍ صنعوا مجدهم بالتضحية، وكتبوا أسماءهم على جدار الكرامة الوطنية.

كانت الأهازيج الممزوجة بالدموع، والرايات المرفوعة، والهتافات الوطنية، تعبيراً صادقاً عن أن السودان، وإن جُرِح، لا يُكسر، وأن دماء الشهداء هي وقود مرحلة جديدة من البناء والتلاحم.

البني عامر… دماؤهم رسائل كرامة

لقد جسدت قبيلة البني عامر في هذه التضحيات أسمى معاني الولاء للوطن، وأثبتت أن الانتماء الحقيقي لا يُقاس بالكلمات، بل بالمواقف التي تُكلف الأرواح. وها هم أبناء البني عامر يسطرون ملاحم الوفاء في وجه الحرب والانقسام، ويعيدون رسم خريطة الوطن بالأمل والصبر والثبات.

إن تضحياتهم لم تكن دفاعًا عن قبيلة، بل عن السودان كلّه، عن أرضه وكرامته ومستقبل أطفاله. كانوا رسلاً للوحدة، وشموعاً أضاءت درب المكلومين، وصرخة في وجه الظلم والخذلان.

رسالة الوحدة في زمن التمزق

في هذا التأبين المهيب، لم تكن الكلمات وحدها التي تتحدث، بل كانت القلوب موحدة، والأيادي متشابكة، والدموع جسرًا بين القبائل السودانية كافة، لترسل للعالم أجمع أن السودان، برغم جراحه، قادر على النهوض بفضل تضحيات أبنائه.

إن شهداء البني عامر هم شهداء الوطن كله، وشهادتهم تعني أن جسد السودان وإن تنوع، فإن قلبه واحد، ينبض بالعزة، ويكره الذل، ويحب الحياة الكريمة لكل مواطنيه.

العهد والوفاء

نجدد العهد أمام الله، وأمام الوطن، وأمام أرواح الشهداء، أن تضحياتهم لن تذهب سُدى، وأننا سنحمل الرسالة، وسنسعى للسلام، والعدالة، وبناء وطن يستحق دماءهم الزكية.

ونقول لكل أمٍ فقدت ابنها، ولكل زوجة ترملت، ولكل طفلٍ تيتم:
أبناؤكم أبطال، لم يموتوا، بل انتقلوا إلى ذاكرة الأمة التي لا تنسى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى