راي

نحويّات المساء* *كانت قلوبهم تواقة لزيارة الحبيب

*محمد النحوي الشريف

 

اختارني الله لأكون ضمن الصحفيين الذين وثّقوا مشاهد وملامح وداع آخر فوج من الحجاج السودانيين لهذا العام 1446هـ عبر البحر من ميناء الأمير عثمان دقنة بمدينة سواكن، وهو حدث يحمل في طياته الكثير من العواطف والمشاعر الجياشة. فقد كان شرفًا لي التواجد ورؤية هذه الفرحة التي تغمر قلوبنا وقلوب كل الحجاج وترسم على وجوههم ابتسامة تعبيرًا عن سعادتهم العارمة بأن منّ الله عليهم بتأدية هذه الشعيرة العظيمة.

وقد برزت في هذا الوداع قيمة الإيمان والتضحية والتعظيم العميق الذي يوليه الشعب السوداني لشعائر الله. فرغم ظروف الحرب التي تعيشها البلاد لأكثر من عامين إلّا أنّ عدد الحجاج السودانيين هذا العام ازداد ليصبح 11.500 حاجًا وحاجةً، بينما العام الماضي كان عددهم 8.300 .

وعند استطلاع كاميراتنا لعددٍ من الحجاج شاهدت بعيني مدىٰ الشغف في قلوبهم، وأنفسهم التواقة لزيارة الحبيب المصطفى صلّىٰ الله عليه وسلّم، معبرين عن رضاهم التام وامتنانهم لجهود المجلس الأعلى للحج والعمرة ولأمراء الأفواج على تسهيل وتيسير كافة الإجراءات.

مباركين الانتصارات الكبيرة للقوات المسلحة ضد المليشيات المتمردة وداعميهم من نظام أبوظبي، متمنين للسودان الأمن والاستقرار دائمًا. وأهدوا الانتصارات لشعبنا العظيم الذي يثبت يومًا بعد يوم تفانيه وتضحياته من أجل الوطن.

فعظم الشعائر الدينية وتعظيم من يعظمها هو مظهر مشرف، وأجد نفسي ممتلئًا بالشرف والسعادة لأنني ودعت ضيوف الرحمن في لحظات مفعمة بالالهام، ولعبق المدينة يهفو قلبي؛ ولرسول الله تشتاقُ روحي، وأتمنى أن أكون في العام القادم أول الحجيج ليشاركني زملائي هذا الشعور الباذخ.

وأدعو الله أن يجعلنا ممن يعظمون هذه الشعائر، التي تجمع قلوب الناس وتجسد وحدتهم وتواصلهم مع الله.

.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى