
في كل مرة تتجدد مشاهد الألم والمعاناة مع تكرار استهداف مليشيا الدعم السريع لمحطات الكهرباء الحيوية مما يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي عن ولايات بأكملها ويتسبب في شلل شبه تام للمرافق الأساسية هذا السلوك لا يمكن تفسيره على أنه مجرد جزء من معركة عسكرية بين طرفين بل هو دليل واضح على استهداف ممنهج للمواطنين العزل ومحاولة تركيعهم بالإرهاب والتجويع والحرمان
المليشيا لا تكتفي بضرب البنية التحتية بل تمادت إلى مهاجمة معسكرات الإيواءحيث يلتجئ آلاف النازحين الهاربين من جحيم الحرب هؤلاء لا يحملون سلاحاً ولا ينتمون لأي طرف هم فقط مواطنون وجدوا أنفسهم ضحايا لصراع دموي لم يختاروه. ومع ذلك لم تسلم خيامهم من القصف ولم تُحترم إنسانيتهم
إن تعمُّد الإضرار بالخدمات الأساسية وضرب مأوى الأبرياء يُثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن معركة الدعم السريع ليست مع الجيش فقط بل مع كل سوداني يحلم بالأمان والاستقرار إنها محاولة لكسر إرادة الشعب وبث الرعب وزرع الفوضى
يبقى السؤال الحائر: من أين أتوا هؤلاء؟ كيف وصلنا إلى هذه الدرجة من الانحدار الأخلاقي والوحشية؟ وما الذي يمكن أن يبرر هذا الكم من الاستهتار بالأرواح والبنى التحتية؟
إن ما يجري ليس فقط جريمة في حق دولة بل وصمة في جبين الإنسانية. وسيأتي يوم يُسأل فيه كل من أجرم عن جرائمه، فذاكرة الشعوب لا تموت والعدالة وإن تأخرت، فإنها لا تُهزم