
هذا السؤال الملحف ، يتردد مع أنفاس الجنويد اللاهثة في طرق الهروب الكبير ( الشين والمعيب ) يلعنون كبيرهم ، ويأسفون على اتِّباع ظهيرهم السياسي ( قحط) الذين أضلوهم هذا الضلال الكبير ، وأوردوهم هذه التهلكة ، التي تورطوا فيها ، وقد غابت شمس الأماني ، وشردت الأحلام الوردية باقامة ( الدولة الدقلاوية ) التي ستكون خالصةً للماهرية ، وأولاد جنيد ، والعطاوة ، كل بحسب موقعه في التراتيبية الطبقية في المجتمع القبلي ، وستكون مدن الضعين و المجلد ، بمثابة ( مدينة قم في إيران في عهد الخميني ) مرجعا للقرارات ، ومثابة الثورة الدقلاوية ، التي هزمت أعرق جيوش أفريقيا ( الجيش السوداني ) وأذلت رقاب قادته العظماء ، المؤيَدين بالمعارف الحربية ، والعلوم العسكرية ، ومن ورائهم جحافل المقاتلين من صفوة الصف والجنود .
وهدمت صروح الدولة السودانية ( دولة ٥٦ ) بكل إرثها الحضاري ، ومجدها التاريخي ، وعطاء أجيالها الثر ، وعَبَقها الثقافي ، وأخيلة شعرائها الخصيبة ، والحانها وايقاعات موسيقاها ، المتنوعة المتنغمة ، وكسب علمائها وسبقهم في مجالات العلوم ، وسهمها في السياسة والدبلماسية ، والعلاقات ، والكسب والعمل والإقتصاد ، والحكم والإدارة ، والقانون والشرطة ، وكل نمط الحياة ، التي تواضع عليها الشعب ، وأصبحت حقاً مشاعاً له .
نعم أراد التمرد ( الغبي ) أن يجمع ذلك كله ، ويركمه ، ثم يلقيه خلف ظهر التاريخ ، ليبدأ ( المغفلون ) عهد دولة لا يعلم أحدٌ منهم ملامحها ، ولا يملك أحد منهم أن يُشير الى موضع لبنة واحدة من بنائها الوهمي ، إذ كان الهمُ أولا التمرد ،وإسقاط الدولة ، وقتل الرئيس البرهان وبقيةَ من معه من قادة الجيش ، ثم ينتظرون الأوامر من ( الإمارات ) التي تنتظر الأوامر بدورها من ( تل أبيب) وبقية مراكز الماسونية والصهيونية في عواصم العالم .
كل هذا البناء الخيالي ، إختل لما تأكدت استحالة تحقيق أهداف الحرب المعلنة من قبل ( البعاتي ،، إنو البرهان يستسلم أو نستلمه ،) هنا تدخل الوسطاء ( رعاة الحرب ) بلا مواربة ، وقدموا السم في وجبة دسمه ، أسموها ( اتفاقية جدة ١١ مايو ٢٠٢٣م ) التى نصت على خروج الدعم السريع من بيوت المواطنين ومن الأعيان المدنية والمرافق والمؤسسات التى احتلها ،
ويمكن تجميعهم في معسكرات محددة ( معززين مكرمين ) والنظر في أمر إدماجهم في القوات المسلحة ، وربما القوات النظامية الأخرى ، وتسريح البقية منهم ( تسريحاً جميلاً مجزياً )
ليكون الدعم السريع وقتها قد كسب كثيراً ،
أولاً ، تفادى الخسائر الفادحة
ثانياً ، يكون قد كسب الجانب الأخلاقي (على علته ) بخروجه من بيوت الناس .
ثالثاً ، يضمن وجوده في الساحة السياسية باشراكه في كل مراحل ما بعد الحرب ( هو وظهيره السياسي ،، القحاطة )
رابعاً ، يضمن رجوع أمواله الطائلة وعقاراته الكثيرة ،
خامساً ، يتفادى العقوبات القانونية المترتبة على هذا التمرد في ما يلي الحق العام ، وضياع الحقوق الخاصة لصعوبة الاثبات .
كل هذا كان ممكناً وفي متناول اليد ، ولكن كان ( للقحاطة ) رأي آخر ، فخرجوا على الملأ منددين ، محتجين على خروج الجنجويد من البيوت ، كما قال (الاشقياء) النور حمد ، وياسر عرمان ، ومحمد الفكي ، وبكري الجاك ، وزينب الصادق .
فكبرت المسألة في (دماغ الدعم السريع إن كان له دماغ أصلا ) فرفض الخروج ، الأمر الذي حمل الجيش على إنفاذ رغبة المواطنين في إخراج قوات الدعم السريع بالقوة ، وهذا ما لم يحسب له الجنجويد اية حسابات ، فتفاجأوا بعمليات تعرضية ، واسعة انتظمت كل ميدان المعركة على سعته في أقاليم السودان ، وتغلغل الجنجويد فيها ، مما غير وجه الحقائق على الأرض ، ومعادلات السيطرة ، فاضطُر الجنجويد على التراجع ، والخروج من المدن ، والقرى ، والمواقع ، لم تسعفهم التحصينات ، ولا الفزع ، ولا أثقال السلاح ( الإماراتي ) فانحسرت عنهم مياه المستنقع ، وعلا صياح ( المستشارين ، طبيق وزمرته ) يكذبون الوقائع ، وينكرون الحقائق ، وهم يرون الجنجويد ، يلوذون بالفرار ( والعريد والفزيز ) لا يلوون على أحد ، ضاقت عليهم أرض السودان الواسعة وفقدوا كل شئ .
نعم ( والله ) فقدوا كل إمتياز نصت عليه إتفاقية جدة ، فلا كرامة للخروج ، بل إرغامٌ مهين ، وكسر عظمٍ وبالعصا الغليظة .
لا دمج بل مسح نهائي وللأبد بحول الله .
لا تعويض ولا تسريح بل قتل وتغريب .
لا مشاركة في العمل السياسي مستقبلاً ، لا هم ولا حواضنهم ( القحاطة) إن شاء الله .
الجيش والقوات الساندة ، قد أدوا فأحسنوا الأداء ، بارك الله في أعمالهم التي سلموا بها البلاد والعباد .
أيها الدعامة الجنجويد ( الأغبياء ) مش كان أحسن ليكم إتفاقية جدة ؟؟؟
وعلى الباغي تدور الدوائر