راي

مارس : شهر المستهلك

مهد الحروف د. هيثم حسن عبد السلام خبير شؤون المستهلك

مهد الحروف
د. هيثم حسن عبد السلام
خبير شؤون المستهلك
mismawia@yahoo.com
مارس : شهر المستهلك

أحسب أن مارس هو شهر للمستهلك، حيث يحتفل العالم في الخامس عشر منه باليوم العالمي لحقوق المستهلكين، وفي الخامس والعشرين أيضاً يحتفل العالم العربي باليوم العربي للتقييس.
هذا الشهر يجد فيه المستهلك الكثير من الاهتمام من قبل الحكومات والمنظمات والهيئات المعنية بالتقييس والمستهلك ، ويتزامن هذا الاحتفال مع حلول شهر رمضان المعظم الذي يجد عندنا نحن المسلمين تقديراً خاصاً وحالة إيمانية تتجلى فيها النفس البشرية في قمة التقوى والورع.
هذا التزامن يفتح فرصاً جديدة لحملات حماية المستهلك ، التي تجد قبولاً لدى مقدمي الخدمات وبائعي السلع والمنتجات ، كما تجد الرسالة الإعلامية لدى جمهور المستهلكين أذناً صاغية ويكون التأثير فيها بدرجة عالية.
ففي هذا الشهر، نجد أن المستهلك يصبح محور الاهتمام، وتعمل الهيئات والمنظمات والجهات الرسمية عموماً على تعزيز حقوقه وحمايته من أي مخاطر قد تؤثر على صحته وسلامته.
ونحن في السودان يأتي الاحتفال هذا العام مختلفاً وممزوجاً ببعض الألم الذي حاصر كل الناس ، وفقد المستهلك الكثير من حقوقه ، غير أن المارد السوداني تعدى كل ذلك بصبر وجلد كبيرين ، وأحسب أن النشاط الإعلامي الذي قامت به الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس في الحملة القومية لتوعية المستهلكين تحت شعار نحو مستهلك آمن في رمضان لهو قمة التحدي للظروف وغاية الإرادة المطلوبة لتجاوز هذه الأزمة العصيبة.
ويأتي شعار اليوم العالمي للمستهلك يحمل عنوان : (التحول العادل نحو أنماط حياة مستدامة) ، حيث تمثل الاستدامة التحدي الأبرز الذي يواجه عالمنا اليوم – فهي تستدعي تلبية احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها. ودون إحراز تقدم سريع، ستتعرض الأهداف العالمية بشأن البيئة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية للخطر، وسيجد عدد أكبر من المستهلكين أنفسهم محرومين من الحصول على حقوقهم وهو واقع نعايشه الآن في ظل ظروف الحرب اللعينة ، حيث يجب على القائمين والمهتمين بأمر تنظيم حماية المستهلك على المستوى العالمي النظر برؤية تجديدية نحو حفظ وحماية حقوق المستهلكين المتأثرين بالحروب والنزاعات.
ويجب ربط التقييس بحماية المستهلك حيث أن الحماية هي الغاية والهدف من المواصفات والمقاييس والجودة ، وكلها تهدف لتحقيق الحماية للمستهلك ، وهنا جاء شعار الإحتفال باليوم العربي للتقييس بعنوان (التقييس جسر للتكامل العربي الاقتصادي) وهو شعار يجسد طموح المستهلك العربي بأن تزال كل العوائق الفنية للتجارة بين الدول العربية ، هذا الحلم الذي بددته تقاطعات المصالح والأحوال السياسية والتناقض في جمع الأمة العربية والهدف العربي المشترك وما بين الواقع المعاش الذي هو بعيد تماماً عن هذا الشعار .
غير أني متفائل بغد أفضل لأمتنا العربية ، حين تنفك من قيود التبعية ، ومتفائل بواقع أفضل للمستهلك السوداني الذي يستحق العيش الكريم ،فكل مارس والمستهلك السوداني بخير ، وكل عام ووطني يتعافى من كل المحن ، ومالنصر إلا من عند الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى