راي

نحويات المساء* *العودة إلى الديار بين اليأس والأمل*

محمد النحوي الشريف* elnahwi92@gmail.com

 

عندما يعود الإنسان إلى بيته ودياره بعد فترة طويلة من النزوح والتهجير القسري، تبدأ رحلة جديدة تحمل في طياتها الكثير من التحديات. إنها رحلة البحث عن الاستقرار وإعادة البناء للحياة التي تعثرت في ظل الحرب.

عانى الكثيرون من الجرائم التي ارتكبتها مليشيا آل دقلو الإرهابية في البلاد، وكانوا بحاجة ماسّة إلى العودة إلى بيوتهم بعد تطهيرها من دنس الجنجويد وأوباشهم. ولكن العودة ليست سهلة كما يبدو، فالتحديات تنتظر بعض العائدين في كل زاوية من زوايا بيوتهم.

ابتداءً من البيوت المدمرة والأبواب المخلعة والأثاثات والأواني المنزلية المفقودة إلى الأموال التي تكفي لإعادة ترميم البيت، فالصعوبات كثيرة. ولكن ما يجعل هذه العودة أكثر صعوبة هو فقد عزيز لديهم خلال فترة النزوح كان ملازمًا ومصاحبًا لهم وفجأة “تمت المعدودة” وصعدت روحه إلى بارئها في منطقة أو مدينة أو قرية نائية لم تكن في الحسبان ووري جثمانه الثرى في مكان ليس بالسهل زيارته مرة أخرى، فكيف يستطيعون أهل هذا الفقيد الذين يتذكرون كل صغيرة وكبيرة كانت بوجوده البدء في إعادة الإعمار من جديد دونه؟ كيف؟! وكيف يستطيعون من فقدوا خيرة الشباب وخيرة أعمدة الأسرة بالاستشهاد أوالاختفاء القسري؟ نعم يستطيعون بقوة إيمانهم بقضاء الله وأقداره، وباِستعادة روح الأمل للبناء والعمل.

لذلك، نناشد الحكومة وأصحاب الهبات والمنظمات الخيرية التي كانت تعمل في دور الإيواء لتقديم الدعم اللازم لهٰؤلاء العائدين. إنهم بحاجة إلى المساعدة للمأكل والمشرب وإعادة بناء حياتهم من جديد.

في نهاية المطاف، يجب أن نحمل رسالة قوية من الأمل والتفاؤل لهٰؤلاء الذين يعيدون بناء ديارهم ومجتمعاتهم. إنهم يمثلون قصة الصمود والتحدّي والإرادة القوية، ولهم منّا كل المؤازرة والمساندة في هذه العودة نحو إعادة البناء والتعمير لأنفسهم ولوطننا الحبيب السودان.

 

.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى