
المقدمات والمشهيات المتاحة الآن على طاولة أركان المؤامرة الإقليمية ببُعدها الدولي ضد السودان تقول إن حكومة المنفى المزمع إعلانها بعد التوقيع على الميثاق السياسي غدًا الثلاثاء الثامن عشر من فبراير الجاري والذي قُدمت الدعوة إليه الى عدد من الدول والمنظمات ، والكيانات السياسية، والحركات المسلحة، والشخصيات، بحسب ما ( *طفح* ) في إعلامهم.
واضح من خلال التسمية ( *حكومة السلام* ) أن تدفع معنى ( *الحرب* ) للحكومة القائمة وتلبس قناع الوجه المسالم لتتسول به الإعتراف من جهات تتحرج أن تفعل إلا من أجل هذا المعنى النبيل ( *السلام* ) لتُقنع نفسها أنها ليست مع من إختار الحرب حتى ولو كان الحكومة الشرعية الوحيدة في السودان المُعترف بها من قِبل كل العالم بمنظماته، ومؤسساته، ويحتفظ بتمثيل دبلوماسي معها، ولكن المؤامرة أصلاً لا تعتمد المنطق والموضوعية والإلتزام بقواعد القانون، والسلوك ضمن السياقات الثابتة، ولكنها تخرج على المألوف متى ما بدا لها ذلك ممكنًا لتُدخل يدها في المعادلات القطرية الداخلية للدول، وتبدّل مسارات الشعوب، وتغيير كل ما أمكن تغييره من الثوابت، وكل ذلك في سُنن الصراع الذي ظنّ كثير من الناس أنه أصبح من الماضي في ظل سيادة القانون الدولي، وحضور المجتمع الدولي الذي يشاهد الآن ما يجري في مسرح الأحداث ليس بعيدًا عنه في غزّة وما لحق بها من إستفراد الأقوياء فأوسعوها دمارًا واستحروا على أهلها تقتيلاً وتشريدًا.
والسؤال من هو المجتمع الدولي إن لم يكن أمريكا المشمرة عن سواعد جيشها الحديدي، تُعين الكيان على ذبح أطفال غزّة، ومن هو المجتمع الدولي وفاعلوه الكبار فرنسا، بريطانيا وألمانيا، كلهم متواطئون في الجرم،
ولذلك أقدمت ( *الإمارات* ) بإعتبارها الوكيلة الحصرية للصهيونية، والماسونية العالمية لتفتيت العالم العربي والإسلامي ومحاربة الإسلام، والتأثير على الشعوب، وإخضاعها بشتى وسائل الإلهاء والإرغام والتخويف، حتى تنطفئ فيها شعلة الحياة ولا تتطلع للمنافسة في السيادة.
وقد كانت مغامرة ( *حميدتي* ) فصلاً من فصول الكتاب تتلوه فصول إن لم يقدّر له النجاح، وقد كان بحمد الله أن أفشل الله بفضله، ثم جهد القوات المسلحة، أفشلت ذلك الفصل، بالنصر الذي تلوح بوارقه الآن .
ولكن هل يستسلم الغرماء؟ والإجابة تأتي من أروقة الآتحاد الأفريقي وإنعقاد ما سُمي بالمؤتمر الإنساني رفيع المستوى، الذي حضره ( *بلا حياء* ) الأمين العام للأمم المتحدة، بغياب صاحب الشأن السودان المنضوي تحت راية الأمم المتحدة من قبل أن يتنفس غوتيرش الحياة، ولكنّها معايير
الدراهم، وأكاد ( *أجزم والله* ) قد نال هذا الرجل مكافأته من وفد ( *المؤامرات* ) أو الإمارات الذي فور ما أعلن ( *النقطة* ) البالغة مئتي مليون دولار، حتى إمتلأ المسرح بالراقصين، كل يغوي وفد الحقيبة السوداء، بقدر ما إستطاع من إيماء خاضع، ليمسك في شراكة قلبها الطامع المريض، النهم الذي لا يشبع من ويلات الشعوب ولا أشلاء الأبرياء.
وهكذا بدأ الفصل الثاني من كتاب المؤامرة، توقيع ميثاق شبيه بوثيقة المحامين المستوردة، أو الوثيقة الدستورية ومن ثم إعلان ( *حكومة السلام* ) الأمر الذي ينقل الصراع ( *مهما استهنا بها* ) إلى مرحلة فيها أدوات جديدة، أولها مؤشرات الإنقسام وبداية الصدع على جدار الوحدة،
وثانيها إنتزاع إعترافات من بعض الدول بإستخدام أساليب الترغيب، وبعضها جاهز لأداء هذا الدور، مثل تشاد، أثيوبيا وكينيا مستقر الشر ومستودع الخيانة.
ثالثها حديث الهادي إدريس عن الأوراق الثبوتية، يعني إدراج أعداد كبيرة من غير السودانيين في قيد السجل المدني لديهم، وهو إخلال متعمد بالحقائق والأرقام الديموغرافية للسودان الذي لم يعاني أهله الأصليون من أي مشاكل في إثبات الهوية، ولكنّه باب يُراد فتحه لتغيرات المستقبل متى ما تمت إتفاقيات مستقبلية.
رابعها وهو الأكثر خطورة، حديثهم عن الطيران، والذي ستوفره دولة الشر الإمارات بلا شك، وربما تفتح له دول طوق الإعتراف قواعدها ليقوم بمهام عدائية ضد أهداف سودانية، ويتبعه ترتيبات دفاع جوية على مناطق وجود المليشيا، قد يحد من ضربات سلاح الجو السوداني الإستباقية.
هذه محاذير مشروعة ومتوقعة من حكومة عميلة تريد أن تثبت وجودها من خلال أعمال ( *متهورة* ) لتؤكد لسادتها أن كل ما تم التخطيط له ممكن التنفيذ.
ولأن لكل داء دواء ( *إلا الحمق* ) فالدولة السودانية الحاضرة بطبيعتها وتلاحم شعبها ( *عدا القحاطة وحواضن الجنجويد* ) صلدة، وعصيّة على الكسر والتفتيت، وكذلك القيادة الحالية مؤيدة بطيف شعبي واسع لأنها من المؤسسة التي يضع فيها الشعب كل ثقته، ويقف معها في صف القتال يقينًا بأنها سبيل الخلاص مما هو فيه من ويلات، وعليها ( *والحكيم لا يوصى* ) عليها أن تخطو خطوات إستراتيجية لإحتواء آثار هذا الإنقسام المتعمّد من الخصوم، وعدم إنتظارهم يرصفون طريقهم إلى الأهداف.
هُنا تتدخّل ( *قوى الدولة الشاملة* ) بالشدّة الكاملة وبتناسق تام،
•تسريع وتيرة العمليات العسكرية لقطع الطريق على هؤلاء المجرمين.
•تنشيط العمل الدبلوماسي لتشكيل حضور دائم ومؤثّر لدى العالم منظماته ودوله.
•جهاز الأمن والإستخبارات للإحاطة والتطويق لأذرع الصراع.
•الإعلام وأهل القلم السيف مواصلة التنوير للرأي العام الداخلي والخارجي.
•الإقتصاد تخفيف أحمال الحياة على كاهل المواطنين، لأن اليأس يقود إلى ركوب الصعب.
•الأئمة والدعاة الربط على قلوب الناس بالإيمان، وربط الحاضر بسِيّر الأسلاف الأخيار.
•قادة المجتمع، ومفاتيح الإدارة الأهلية، المحافظة على اللحمة الوطنية، وإلتزام الجماعة.
•المؤسسات الإقتصادية، والخدميّة، الزراعة، التجارة، الصناعة، الصحة، التعليم، الإدارة، كلّها معنية بحزم الوطن بحزامات الأمان حتى لا يطيح من فرط سرعة الأحداث ومجريات الأمور.
خاتمة القول إنها مؤامرة فاشلة بحول الله، وكيد بائر وتجارة خاسرة بإذن الله، وغدًا سيخرج السودان من هذا الصراع نقيًا ، قويًا ، موحدًا ، وسيطرح عنه أوزار العمالة والإرتزاق، الجنجويد، القحاطة، ومن والاهم.
{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}