يظل السودان دوما وابدأ
كجنة الخلد منقوش في عرض القارة الأفريقية ٠بلاد كأن محاسن الدنيا مجموعة فيها ومحصورة في نواحيها ٠ بلاد تراتبها عنبر وحصباؤها عقيق وهواؤها نسيم وماؤها رحيق ٠بلاد معشوقة السكني رحبة المثوي يومها غداة وليها بلاد واسعة الرقعة طيبة واسطة القارة الأفريقية وسرتها والوطن العربي وجهه وغرته٠
بلاد حلقت بالجو تناجي السماء باسرار حلاوة التعايش السلمي والتاخي والمحبة تعدد السحنات واللهجات اكسبها جمالا فوق جمالها ٠بلاد تتوشح بالغيوم والسحب الماطرة فجعل منها السجاد الأخضر الذي يسر النظر ويسعد النفس ٠بلاد متناهية في الحصانة ممتنعة عن الطلب والطالب منصوبة علي أضيق المسالك واوعر المناصب لم تزدها حرب التامر والدسائس الانبو وقواتها المسلحة تمثل الاطلس وهي الضمان لوحدته وأمنه واستقراره وطمأنينته والسودان في ظل شمس القوات السطوع فهو في حمي لايراع ومعقل لايستطاع كأن الايام صالحته علي الاعفاء من الحوادث والليالي عاهدته علي التسليم من القوارع ٠فهو دار لنا جميعا به توسع العين قرة والنفس مسرة وطن منه تخجل الأوطان وتتقاصر دونه ٠ لانه وطن كقلب الحبوبة يسع الجميع ٠ وهو وطن اقترن اليمن بيمناه واليسر بيسراه ٠الجسوم منه في حضر والعون علي سفر والسودان دار دار بالسعد نجمه وفاز بالحسن سهمه وطن يخدمه الدهر وياويه البدر ويكنفه النصر وهو مرتع النواظر ومتنفس الخواطر ٠ فما أجمل السودان مدن وقري وكنابي وما أجمل سودان التعايش السلمي الذي وقف خلف قواته المسلحة والتشكيلات الاخري في خندق واحد للتصدي لأكبر حشد تامري في التاريخ الحديث مستهدفا الشعب السوداني في هويته وقيمه وسيادته ووجوده فالناظر بعين البصيرة والتبصر يجد ان بعد انتصارات القوات المسلحة والمشتركة والقوات المساندة الاخري يجد ان هناء ذئاب تعوي وكلاب تنبح ولكن نراهن علي وعي انسان السودان الذي تصدي للشائعات والاكاذيب بتفويت الفرصة أمام دعاة الفتنة وقطع الطريق امامهم فالسودان سودان الكل ويسع الجميع وهو كقلب الحبوبة يسع الجميع ويرضع الجميع الوفاء والانتماء للنسيج الاجتماعي المتين٠
حسن الدنقلاوي
