شظايا متناثرة/ذو النورين نصر الدين يكتب مجلس الحج والعمرة..نجاحات مهددة بسبب قنصلية جدة
حقق السودان في موسم الحج الماضي إنجازاً مشهوداً عبر بعثته الرسمية التي يقودها المجلس الأعلى للحج والعمرة تحت إدارة الأمين العام الأستاذ سامي الرشيد فقد شهد الحجاج السودانيون تنظيماً محكماً وخدمات متكاملة من سكن وترحيل وإطعام وسط إشادات واسعة بجهود المجلس ورؤيته الواضحة لتطوير هذا الملف الحيوي.
لكن ما يثير القلق اليوم هو بروز تجاوزات خطيرة من قنصل السودان بجدة السفير كمال علي الذي انشغل حسب مصادر مطلعة بالتدخل في شؤون الحج والعمرة، متجاوزاً صلاحياته القنصلية المحددة هذه الممارسات التي وصفت بـ”التغول” تهدد بتقويض النجاحات التي تحققت وتضع الحجاج السودانيين في مهب الفوضى الإدارية.
إن التساؤل المشروع الذي يفرض نفسه: لصالح من تتم هذه التدخلات؟ ولماذا يسمح لمسؤول دبلوماسي بالمساس بملف حيوي يتبع مرجعيته الواضحة لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف والمجلس الأعلى للحج والعمرة؟
تؤكد اللوائح المنظمة أن مهمة القنصلية تنحصر في الخدمات الدبلوماسية و شؤون الرعايا بينما ملف الحج شأن تتولاه جهة مختصة ذات خبرة وتجربة وأي تدخل من خارج هذه المنظومة لا يعد فقط تجاوزاً إدارياً بل تهديداً مباشراً لراحة آلاف الحجاج الذين ينتظرون خدمة ميسرة بعيداً عن الصراعات والمصالح الضيقة.
المطلوب الآن هو تدخل عاجل من السلطات العليا في الدولة لإيقاف هذه التجاوزات عند حدها وإلزام كل جهة بمهامها المحددة فالمجلس الأعلى للحج والعمرة أثبت نجاحه الميداني ويجب أن يمنح كامل صلاحياته دون إعاقة أو حواجز غير مشروعة.
إن سمعة السودان في إدارة شؤون الحج والعمرة ليست مجالاً للتجريب أو المزايدة بل هي مسؤولية وطنية ودينية تستحق الحماية من كل عبث إداري أو تجاوز شخصي.