عام جديد يمر عليَّ.. ويزيد أيّام عمري

٢٣ يوليو.. تاريخٌ محفور في ذاكرتي، لا لأني أحتفل به احتفالًا صاخبًا، بل لأنه محطة تأمل، ومناسبة مراجعة، ولحظة صفاء مع نفسي وربي. ففي مثل هذا اليوم، أكرمني الله ببداية عمر، واليوم يزيدني عامًا جديدًا على هذه الرحلة التي تمضي بي بين دروب الحياة، وتعلّمني أن كل يوم يمر هو فرصة للارتقاء لا العدّ.
عام مضى، وكم كان مليئًا بالتحديات والإنجازات، بالمواقف والمشاعر، بالتقلبات التي تصقل الروح وتربي النفس. وعامٌ يأتي، يحمل في طيّاته الأمل، ويشحذ الإرادة، ويجدد العهد مع الله بأن أكون أقرب إليه، أكثر طاعةً له، وأصدق في النية والعمل.
ليس للسنوات عندي قيمة بعددها، بل بمقدار ما أضيفه فيها من خير، وما أزرعه من أثر، وما أقدمه لديني وأهلي ووطني. فكل عام جديد هو هدية من الله، وأمانة تُسأل عنها النفس: ماذا فعلتِ؟ وبماذا ملأتِ أيامكِ؟
في هذا اليوم، لا أطلب الهدايا، بل أسأل الله الثبات، وأسأله أن يملأ عامي الجديد ببركة في الوقت، وصفاء في النية، وصحة في الجسد، وطمأنينة في القلب. أسأله أن يجعلني مفتاحًا للخير، مغلاقًا للشر، وأن يرضى عني، ويرضيني، ويجعل كل خطوة في طاعته، وكل قول في مرضاته، وكل عمل خالصًا لوجهه الكريم.
أحتفل بعيد ميلادي لا بصخب ولا زينة، بل بسجدة شكر، وبدمعة امتنان، وبعزيمة جديدة أن أكون في هذا العام أفضل من سابقيه، وأكثر وعيًا بمسؤوليتي في هذه الحياة.
كل عام وأنا بخيرٍ بطاعة الرحمن،
كل عام وأنا أكثر توكلًا وأقرب إيمانًا،
كل عام وأنا في خدمة من حولي، وبذلٍ لا ينضب،
وكل عام، وأنا أحمد الله على نعمة الحياة، وعلى نعم لا تُحصى.