رئيس الوزراء د. كامل ادريس يرسم ملامح الحكومة المدنية (حكومة الامل المدنية)

في لحظة مفصلية من تاريخ السودان، وقف رئيس الوزراء د. كامل إدريس أمام الشعب السوداني ليعلن عن تشكيل “حكومة الأمل”، وهي حكومة مدنية تكنوقراطية جاءت استجابة لمطالب التغيير الحقيقي، واستشعارًا لخطورة المرحلة التي تمر بها البلاد.
جاءت هذه الخطوة بعد عقود من التجاذبات السياسية والاضطرابات الأمنية، وبعد أن أثقلت الحرب كاهل المواطن السوداني، فتوق الجميع لحكومة تعيد للوطن هيبته وللشعب كرامته.
ملامح حكومة الأمل
تميزت الحكومة الجديدة بعدد من الخصائص التي عكست تحولاً جذريًا في طبيعة السلطة التنفيذية، أبرزها:
قيادة مدنية حقيقية لأول مرة منذ 25 أكتوبر 2021.
اعتماد مبدأ الكفاءة والاستقلالية في اختيار الوزراء، بعيدًا عن الولاءات الحزبية أو الانتماءات العسكرية.
تفويض شعبي ورسمي لرئيس الوزراء لتشكيل الحكومة دون تدخل خارجي، في إشارة لبداية عهد جديد من الحكم الرشيد.
ست أولويات عاجلة لحكومة الأمل
حدد د. كامل إدريس خريطة طريق تتضمن ست أولويات عاجلة لحكومته، تُعد بمثابة ركائز للبناء الوطني:
1. بسط الأمن وإنهاء التمرد: عبر دعم القوات المسلحة، ومناشدة المجتمع الدولي لوقف دعم الجماعات المسلحة.
2. إطلاق حوار وطني شامل لا يُقصي أحدًا، يقوم على مبادئ العدالة والاعتراف المتبادل.
3. مشروع للاستشفاء الوطني يشمل إعادة هيكلة الدولة، وتحقيق العدالة الانتقالية، والسلام والتنمية.
4. تحسين الخدمات الأساسية: من كهرباء، مياه، صحة، وتعليم، وهي أولويات تمس حياة المواطن اليومية.
5. إعادة الإعمار وجبر الضرر: وتعويض المتضررين من الحرب وإعادة بناء المؤسسات.
6. نهضة اقتصادية شاملة: تهدف إلى تنويع الإنتاج، وزيادة الصادرات، ومحاربة الفساد والبطالة.
التركيبة الوزارية
في خطوة عملية، أعلن رئيس الوزراء عن حل الحكومة السابقة، وأسند إدارة الوزارات مؤقتًا للوكلاء إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة. ومن أبرز ملامح التشكيلة المرتقبة:
حكومة من 22 وزارة تتكون من خبراء وأكاديميين من أهل الكفاءة.
إشراك حركات السلام في سبع وزارات، مع احترام الاتفاقيات السابقة.
الإبقاء على وزارتي المالية والخارجية خارج المحاصصات، لضمان المهنية والاستقرار المؤسسي.
إشراك رموز وطنية من داخل البلاد وخارجها، ممن لم تتلوث أيديهم بالفساد أو الانحياز.
انفتاح دبلوماسي جديد
أكد إدريس أن حكومته ستعمل على استعادة علاقات السودان الخارجية، وإعادة بناء الثقة مع الجوار العربي والإفريقي والمجتمع الدولي، بما يخدم مصالح البلاد وشعبها.
حكومة بلا امتيازات
في مشهد غير مألوف، أعلن رئيس الوزراء تنازله عن المخصصات الرسمية كافة، في رسالة رمزية قوية أن هذه الحكومة ليست حكومة امتيازات، بل حكومة تكاليف ومسؤوليات، وأن المرحلة تتطلب زهدًا في المكاسب وصدقًا في العطاء.
تمثل حكومة الأمل نقطة تحول في مسار الدولة السودانية، وإعلانًا واضحًا لبداية عهد مدني رشيد. إنها ليست مجرد حكومة، بل مشروع وطني متكامل لإعادة بناء الوطن من تحت الأنقاض، بثقة في الشعب، وبشراكة مع العقول والكفاءات السودانية.