ضياءالدين عبدالرحمن يكتب : من يحسم فوضى قنصل السودان بجدة (1 – 3 )
تشهد القنصلية العامة للسودان بمدينة جدة في الفترة الأخيرة جدلاً واسعاً داخل الأوساط السودانية،عقب تصاعد الشكاوى بشأن تدخل القنصل العام السفير كمال علي في ملفات خارج صلاحياته وعلى رأسها ملف الحج والعمرة، الذي يعد من الاختصاصات الحصرية للمجلس الأعلى للحج والعمرة وأمينه العام الأستاذ سامي الرشيد
من المعروف أن مكتب الحج والعمرة بجدة يمثل العمود الفقري لترتيبات موسم الحج و العمرة ويضطلع بمهام إدارية وفنية أساسية تسهل على الحجاج السودانيين أداء مناسكهم ورغم الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد جراء الحرب ومعركة الكرامة الوطنية فقد نجح المجلس الأعلى للحج والعمرة في تنظيم موسم الحج بكفاءة عالية شهد بها الجميع أبرزهم سفارة السودان بالمملكة العربية السعودية و مجلس الوزراء
لكن هذا النجاح بحسب مراقبين لم يعجب البعض ممن اعتادوا استغلال الملفات السيادية لأجندات مخفية وهنا بدأت بوادر أزمة جديدة بعدما شرع القنصل العام في جدة بالتدخل في تفاصيل ادارية تخص المجلس الأعلى للحج والعمرة مع أن هذه المهام لا تدخل ضمن اختصاص القنصلية ما أدى إلى إرباك إداري وتعطيل بعض الإجراءات.
تطرح الأزمة أسئلة ملحة حول الدوافع الحقيقية وراء تدخلات قنصل السودان بجدة السفير كمال علي ، هل هو مجرد سوء تقدير إداري وتجاوز للصلاحيات؟ أم أن هناك اجندات تقف وراء افتعال الخلافات وتشويه صورة الأمين العام للمجلس الأعلى للحج والعمرة؟
محاولات تقويض النجاحات التي تحققت العام الماضي وإضعاف قيادة المجلس الأعلى للحج والعمرة لمصلحة من هل البلاد ستجني ثمار عرقلة الإجراءات الإدارية أم ستخسر و يضيع المواطن البسيط
الأزمة الحالية كشفت عن هشاشة واضحة في إدارة وزارة الخارجية السودانية في ظل غياب وزير بكامل الصلاحيات على رأسها و ليس وزير دولة محدود الحركة وهو ما أتاح مساحة واسعة لاضطراب الأداء داخل بعض السفارات والقنصليات فغياب المرجعية السياسية القوية يجعل القناصل والدبلوماسيين يتصرفون بمزاجية دون محاسبة أو رقابة صارمة.
إذا لم يتم التدخل السريع لحسم هذه الفوضى فإن تداعياتها لن تقف عند حدود جدة فقط بل قد تمتد لتضر بسمعة السودان الخارجية وتعرقل مصالح مواطنيه في موسم الحج المقبل كما أن أي عبث بملف الحج والعمرة يعتبر مساساً مباشراً بأحد أهم الشعائر الدينية التي توليها الدولة اهتماماً بالغاً
الحل اليوم بيد مؤسسات الدولة العليا مجلس السيادة ومجلس الوزراء مطالبان بالتدخل المباشر لإيقاف تجاوزات قنصل السودان بجدة و وزارة الخارجية تحتاج إلى وزير قوي يعيد الانضباط للمؤسسة ويضع حداً للتداخلات والصراعات.
كما أن المجلس الأعلى للحج والعمرة يجب أن يحظى بالدعم الكامل لمواصلة نجاحاته التي حققها العام الماضي بعيداً عن أي تدخلات غير قانونية
السؤال الذي يفرض نفسه لصالح من تدار هذه الفوضى هل الهدف هو خدمة المواطن السوداني أم تقويض مؤسسات الدولة لأجندات خفية ، المؤكد أن استمرار الوضع الراهن يضعف صورة السودان ومؤسساته في الخارج والحل يكمن في قرارات سياسية عاجلة تعيد الأمور إلى نصابها بوقف تدخلات قنصل السودان بجدة في ملف الحج و العمرة وتحفظ هيبة الدولة وتضمن مصالح مواطنيها.