راي

حصار الفاشر وجوع أطفالها: كارثة إنسانية في مرأى العالم

رجاءات صباحية د. رجاء محمد صالح احمد 4/8/2025 م

 

بين صمت العالم وتجاهل الضمير الإنساني، ترزح مدينة الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور، تحت حصار خانق خلّف مآسي إنسانية لا توصف، لعل أشدّها إيلاماً ما يتعرض له أطفال المدينة من جوع ومرض وخوف. لقد أصبح الجوع في الفاشر ليس مجرد معاناة طارئة، بل سلاحاً ممنهجاً يُستخدم لتركيع السكان واستنزاف إرادتهم.

مدينة محاصرة… وشعب جائع

منذ شهور، تعاني الفاشر من شلل تام في الإمدادات الغذائية والطبية، بفعل حصار تفرضه المليشيات المسلحة على مداخل المدينة. الطرق مقطوعة، الأسواق أُفرغت من البضائع، والمراكز الصحية تعاني من نقص حاد في الأدوية، إن لم تكن قد خرجت عن الخدمة بالكامل. لا كهرباء، لا ماء، ولا طحين.

في كل بيت مأساة، وفي كل زقاق قصة جوع تقصها عيون الأطفال الباهتة، بطونهم الخاوية، وأجسادهم التي بدأت تنحل يوماً بعد يوم تحت وطأة الحرمان.

أطفال الفاشر… ضحايا بلا ذنب

لا ذنب لهؤلاء الأطفال في صراعات الكبار، لكنهم يدفعون الثمن الأغلى. آلاف الأطفال مهددون بسوء التغذية الحاد، بعضهم لم يتذوق وجبة مكتملة منذ أسابيع، وآخرون ينتظرون الموت بهدوء على أسرّة فارغة في مستشفيات لم تعد تملك حتى محلول الجفاف.

الأم تنظر إلى صغارها وهي عاجزة، الأب يبحث عن لقمة أو دواء أو مخرج، والمجتمع الدولي ما زال يكتفي بالبيانات الخجولة والمواقف الرمادية.

مطلوب تدخل عاجل… قبل فوات الأوان

إن ما يحدث في الفاشر ليس مجرد أزمة عابرة، بل جريمة إنسانية موصوفة تستدعي التدخل العاجل. السكوت عن الحصار يعني التواطؤ، واللامبالاة تعني المشاركة في صناعة الموت الجماعي البطيء.

على المنظمات الإنسانية، وعلى المجتمع الدولي، وعلى الأمم المتحدة تحديدًا، أن تتحرك فورًا لإنقاذ حياة المدنيين، وخصوصًا الأطفال الذين لا يملكون حولاً ولا قوة.

صرخة من رحم المعاناة

يا ضمير العالم، إن لم يتحرك اليوم، فمتى؟
ويا إنسانية البشر، إن لم تنتصر لأطفال الفاشر الجائعين، فلمن تنتصر؟

لا تجعلوا الفاشر تسقط بالجوع، كما سقطت مدن قبلها بالرصاص.
افتحوا الممرات، أرسلوا الغذاء، أنقذوا البراءة من أنياب الحصار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى