
كنت اعاني من حمى الضنك التي اصابتني من رداءة الطقس ببورتسودان وجعلتني ادخل في حالة مذرية لم اكن اشعر بنفسي من لهيب الحمى فاتصلت وانا بين وعي وعدمه بالدكتور محمد كمال مدير مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان بعد ان اعياني التردد على بقية المستشفيات والمراكز الصحية وهدر الوقت والمال دون جدوي .. رن جرس هاتفه وكانت الحادية عشر ليلا فالتقطت انفاسي بصعوبة وانا اقول له السلام عليكم يا دكتور محمد كمال انا اعاني من الحمى ولم اكمل بقية حديثي فسارع بقوله.. تعالي المستشفى وفي اسرع وقت ..فالرجل لم يتوار من اتصالي ولم يهمله رغم تأخر الوقت بل لم يتأكد من من هو المتصل في ذلك الوقت المتأخر من الليل ولم يشعرني بعدم الرغبة في علاجي كونه مدير المستشفى وتمر عليه خلال اليوم الاف المرضى ويكون مجهدا ..شجعني حديث ابن شرق السودان الدكتور محمد كمال بمواصلة مشواري والوصول الى المستشفى (بركشة) وجدته في انتظاري وخرج بنفسه لاستقبالي وادخالي لغرفة مهيأة بجميع المعدات الطبية لم المح فيه التسلط وجنون العظمة الذي يصيب بعض مدراء المستشفيات بل بكل تواضع وقف على علاجي واسطافه من ممرضين وسرعان ما اعطوني الادوية المنقذة للحياة من دربات ومسكنات وخلافه وانا مابين الوعى واللا وعي ظل ذلك الرجل يقظا طوال الليل رغم انهاكه طوال النهار في متابعة المرضى ظل يتابع جرعات العلاج بنفسه وهو يمازحني وابنتي مرافقتي ليخفف الامي ويخرجني من حالة الاعياء التي كنت اتجرع مرارتها سيما واحساسي بالغربة والوحدة.. فذلك الرجل لم يتوان في الاسراع في علاجي بتجرد ونكران ذات .. استطاع بنبل اخلاقه وسماحة طباعه وذلك لانه خرج من بيت قد تشبع فيه بالتواضع وخدمة الاخرين دون كلل او ملل.. وقف وقفة رجل شهم نظيف السريرة يقيس لي الضغط تارة والاخرى يتابع الدربات وعلى يديه ابتلع الحبوب هذه هي اخلاق الطب الحقيقية فهو جسد معنى الانسانية المجردة في ذلك الاهتمام والسهر على راحة المرضى دون صلف او غرور كونه مديرا للمستشفى رغم التحديات التي تواجهه بالمستشفى على كافة الاصعدة تراه مبتسما هاشا باشا ويمتاز بروح الدعابة يستقبل المرضى يلاطفهم ويمازحهم .. لم يتركني الا بعد اطمئنانه على استقرار حالتي الصحية فعلي يديه وبحمد الله قد تماثلت للشفاء في وقت وجيز… فلله درك ايها الطبيب المعالج الذي يحرص كل الحرص على العلاج النفسي للمريض اولا قبل العلاج العضوي وهذه من شيم العظماء واختياره مديرا للمستشفى اختيارا صادف اهله ففي عهدة تمت شراكة زكية مع الصندوق القومي للتأمين الصحي لاضافة خدمات امراض القلب ووقف على صيانة المستشفى وجعلها في مصاف المستشفيات الكبرى وهذا قيض من فيض للمجهودات العظيمة التي بذلها وهو مديرا للمستشفى .. وفقك الله وسدد خطاك الطبيب الانسان محمد كمال فالرجل بقامة وطن وهو طبيب من اطباء بلادي الافذاذ و نموذج يحتذى به .