
في غدٍ مشرقٍ ومليءٍ بالبهجة والفرح يحلّ علينا العيد الأكبر، أعادة الله علينا وعليكم وعلى الوطن الحبيب بالخير واليمن والبركات. ولكن، هل نستعد فعلًا للاِحتفال بهذا العيد السعيد؟ هل نعمل على إظهار ملامح الفرح والبهجة والسرور؟
بينما نحتفل بعيد الأضحية المبارك ونستعد لقضاء وقت جميل مع أفراد الأسرة والأهل والأقارب والأرحام والأصدقاء، (بحضور الشربوت والشيّة والمرارة والعتي)، لا يمكننا تجاهل الظروف الصعبة التي تمرّ ببعض الأسر السودانية نتيجة الحرب من نزوح وتشريد وتباعد لأفراد الأسرة الواحدة. ومن خلال الظروف التي تعيشها بعض الأسر قد تتبدل مشاعر الفرح بمشاعر الحزن، خاصة في حالة فقد أحد أفراد العائلة أو أحد أعمدتها وركائزها.
العادات غير الحسنة التي نجدها في بعض الأسر هي تجديد الأحزان في يوم العيد؛ فبعض النساء قد يمتنعن عن لبس الملابس الجديدة ويظهرن حالة من الحزن والبكاء بدلًا من الفرح والابتهاج. يقمن بزيارة أهل المتوفى لمشاركتهم الحزن المتجدد، فتتجدد آلام الفراق وتبقى الذكرى حيّة في أذهانهن.
وفي يوم العيد يحسبن بعض النساء زيارة أهل المتوفى ومواساتهم أمرًا ضروريًا وواجبًا، وقد يعاتبن أولئك الذين لم يأتوا للمواساة والمشاركة في تجديد الحزن. هذه العادات لا تتماشى مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى الفرح والبهجة وإظهار كافة ملامح الفرح بالعيد.
في هذا العيد، واجبٌ علينا أن نتجاوز الحزن ونستقبل العيد بالبهجة والفرح، لنتذكر أن العيد يجب أن يكون فرصة للابتهاج واظهار ملامح السرور، وليس لتجديد الأحزان والحزن على من فقدناهم.
يجب أن نتذكّر من فقدناهم بالدعاء والصدقة والعمل الصالح، ونجعل ذكراهم مصدر إلهام لنا للصبر وقوّة التحمّل وقوّة والإيمان بالقضاء والأقدار.
حيث يجب علينا أن نستمتع بالعيد ونعبّر عن الامتنان والشكر لله عزّ وجلّ أن وفقنا للقيام بالأعمال الصالحات، وأن نفرح بكل لحظة في أيّام العيد {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}. ولابد أن نتذكّر ليس من منهج الإسلام تجديدُ الأحزان وإثارةُ الأشجان.
وكل عام وأنتم بخير، وكل عام ووطننا السودان في أمن وأمان، والرحمة والقَبول الحسن لكل من رحلوا عن دنيانا الفانية، وجمع الله شمل كل متفرّقت بهم ظروف الحياة.
*(العيد مبارك عليكم وكل سنة وانتو طيبين)*
.