راي

*أخبار اليوم*أجراس فجاج الأرض* *عاصم البلال الطيب* *ولازال قائما* *الأنتظار لجيت النوارس* *مطاردة*

 

*تطاردنى أمدرمان ، تلاحقنى أزقة بانت وودأرو والقلعة وحى مكى والركابية وابروف وودالبنا والهجرة والكبجاب وعييييك ، وأمبدة ذكريات فيها تحاصرنى وعيون ترمقنى ، ووجوه الصحاب خلف وجه أمى تتوارى لتتلبسنى ، تشجينى وتبكينى ، على كيفها تعبث ، تظهر وتختفى ، نحو أربعين سنة عدت ، وصوت أزهرى محمد على وشعره يتقدمان الركب والفهم فى حوش صديقنا عبدالرازق عبدالرحمن ، وبين اهله وفريقه صلاح ، ولدى محطة الأنسانية بيته ، أصدقاء تجمعنا قاعات الدرس والتحصيل ، وعبدالرازق يصطحبنا لدار أمه فرادى وعشرات ، دون سابق إخطار ، فتولمنا بما لذ وطاب وتعقب بالشاى والقهوة والأنس والناس اللذاذ ، ولما يحل المساء وقبل جنونه بالظلام ، يدخل علينا الولد والخال ، أزهرى محمد على وابن أخته محجوب الحاج ، ليقرآن علينا شعرا فصيحا ودارجا عميقا ، يتباريان هذا بوضاحة وذاك بالصداحة نسمة العز يا سماحة ، وثم مغنى دفعتنا أسامة حسن مرزوق يدندن فينا بالعودة ، تارة يبكينا بثنائية ظلموك بين وردى ملحنا وابن البادية مغنيا مكتوب لك جنة يا قلبى فى دنيا الريد وماك داريها وربما حفظا لا أجاريها ، وأسامة أخرى يرمينا ويحيل عوده لإزميل فدياس وشعر صلاح أحمد إبراهيم من عمق البحار ، لمة ريعانة العمر تتبعثر بين المنافى و المصائر والفيافى ، والصبابة حراقة الحشا ذكريات متقدة فى اغانٍ لاتموت ، وحاجة فى صوت مصطفى سيد أحمد تبقيها ، أزهرى ومحجوب يتنبآن بحصاد زرع خلافات السنين وصراعات الأنين ، فلا وضاحة ازهرى بيننا من خبز الفنادق ولا حتى دق الفنادك ، ونسمة عز محجوب تفارق سماحة ورضاء حوش أهل عبدالرازق والوضاءة ، أين ياترى تلك الأنفاس ، وأنفسها فى اى زحام ؟ دفعتى تتبعثر بين ميتة وحياة ، واخرى فى مهب ريح هجرة وإغتراب ، وثالثة فريسة حرب تقطع بأزهرينا ومحجوبنا الحدود وتلقى بعبدالرازق متنزحا وبى متنطعا عن أمنية وبأسامة بعيدا عليلا بنهلة من عندالله ، هى الدنيا بعض من الضدين*.

*مشاركة*

*فى بورتسودان تتخلق علاقات وروابط أجنة سوية ، على مائدة إفطار النوارس فى ساحل لسان السيلاند اجمل موقع مهمل للسياحة ، اقامه زميلنا وحبيبنا الصحفى هاشم عمر مؤسس المجموعة ، موزعا على طريقته أعباء الإعداد لمى و بناتها والتحلية بهويدا وصاحباتها ، تحلقنا من كل جو طائر و روض زهر فارد وخميل ورد فائح ، هاشم لايتلهى عن جمع الناس ، المقيمين والنازحين ، هو ذاته نازح ، بيد أنه ابن ديم نور بورتسودان مؤصلا ومفصلا ، وولد الديم الخرطوم المعتز ، يجمع بين الطعمين ويوائم بين الحالين ، يتخيّر أزمنة وأمكنة دعوات النوارس ، مجموعته الإسفيرية بين واقع وإفتراض ، ينوع أطعمتها ووجوه عضويتها ، بضيوف شرف من عيارية نميرى عقيد الشرطة وعلاقاتها الإنسانية ، وفى هذا شديد الإنتقاء ، يفسح لواحد أو أثنين ، أمنية صحبة ، خارج رصة النوارس ، يصطحب أبناءه متشمرا بهم للإستقبال ، وللوقوف بين موائد مدعوييه للخدمة ، وللتبسم فى الوجوه عرفانا وامتنانا للإستجابة ، ولكأن بالهاشم ومسعاه ومحياه للإبقاء على دولة لمتنا وإن تفرقت أيدى خلافات وصراعات ، و بعد الأفطار والصلاة والأذكار ، يروحنى هاشم والصحبة ، على ساحل لسان السى لاند ، ب عبداللطيف رمضان ، أحد نظاميى مطبعة الشرطة وفى حضرة ياسر دكتورها وجبر دار جماركها ، عوادا ومفنا ، يلهب إوار الذكريات ويشعل أمام ناظرى وجوه المشاركة الوضيئة ، التحليق فى أمبدة حول روائع أزهرى ومحجوب ، وهاهى الأخرى ، ممن غنى فى أسلافها كرومة وسرور ، ود البنا وعتيق ، والمساح على والملاح ود الريح ، وسلسلة الحقيبة المتصل عجيبها سحرا وعجبا لا ينتهى وأمنية لا تنقطع ، ودولة سودانية وجدان سليم ، ووضاحة يا فجر المشارق يتخذها عبدالله المؤدى ، رسالة قوية فى بريد صندوق مستمعى النورس لود سيد أحمد ، مصطفى ، ومن لايسمع ؟ ولشعللها نارا إن أعقبها برائعة غفارينا أبوذر الأسطورة ، وشدا فى عيونك ضجة الشوق والهواجس ريحة الموج البنحلم فوقو بجيت النوارس ، ولكن عبدالله المؤذن حينا والإمام ، يجوس بيننا ريحا رطبا طريا ، بنيسمات شتاء البورت العليل ، وقلوب حلة النوارس تتخافق وأرواحها تسمو وتتطاير ، هذا لاشك يتذكر وذاك يتفكر وانا بين دفئ نير الذكريات وأمنية سنى العمر الباقيات أتمرغ ، وأتوجس عند المنتهى ، لئلا شوقا أتحرق ، ثم يهون المؤذن فينا والإمام ويتلطف فى التخيّر من ذات المعانى والقيم ، ويخفف النقر ويرخى الوتر المشدود ، ليستبد الطرب رقصا بالنوارس والصحاب وانصاف وندى ورشا ، من حضر وغاب ، وبمجدى الأمين على المدسوس بين الحنايا والشغاف ، قضينا شئ من أمسية عتيقية ساهرة بالمحبة ، يسقيها ويرويها هاشم ، ويتعهدها بالرعاية ويغذيها باصطحاب أبنائه فراش تحليق للإمداد بمشاعر الضيافة واحضانها الدافئة ، يتخذ هاشم من قروب النوارس منصة للجمع بين الأحباب وساحة للتلاقى لفعل الخيرات ، ومدرسة للتربية والتعليم تلاميذها أبناؤه ونحن الصحاب ، ومدرسة الحياة علوميتها مستمرة ولازال الإنتظار قائما لجيت النوارس وغفاريها ابوذر*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى