هيثم التهامي يكتب

وللكتابة على قشر البرتقال عبق لا يعلمه إلا من تتبع أريجه من قبل أن تزرع البذرة (الفكرة) وتسقى أمام ناظريه برحيق المودة وشغف التحدى..أعوام كلمح البصر وقناة البلد التى كانت مجرد فكرة تتقدم بزهو البرتقال وسط حقول الفاكهة..يضوع شذاها فى الإرجاء..إذ للبرتقال سطوته..وها انا على قشره الطيب أكتب فى حب البلد..القناة التى لى فيها سهم من وجدان تلمظته كطعم الثلج فى صيف السودان اللاهب..شهادتى المجروحة فى البلد تساقط من جرحها رطباً جنياً فالبدايات التى كانت كصحوة جروف النيل مع الموجة الصباحية فى وقت أستعصي فيه الصمود على مؤسسات راسخة فى التأسيس والمباصرة شقت البلد طريقها لأنها أستعصمت فى نجاحها بالصمت الجميل حتى ظنها البعض وليدة الصدفة وما علموا أنها أرتقت سلم المجد العسير فى إعلام السودان درجة درجة وتعتقت تجربتها بحجب البهاء والألق ومسير الأسى ومر الذكريات ..
كانت البلد بعض أحلامنا التى أودعناها خيوط الشمس ذات نهار غائظ فى أقاصى دارفور غرباً وسواحل البحر شرقاً ومجاهيل الصحراء عمقاً وقلب الجزيرة طويل التيلة فأنطلقت صاريتها من منابع النيل..من بيوتنا السمرا وناسها..
تلك هى البلد وكأنها جبت ما قبلها من أفكار وأمجاد.
البلد وأهلها..
كل عام وأنتم بخير ..