Uncategorized

خارج الصورة عبد العظيم صالح عواطف…كم هي مخيفة الفجوة. ١/١/٢٠٢٠

 

أحس بارتعاشة في يدي..أشعر بارتجافة تعمني..في مثل هذا اليوم قبل ٤ أعوام إفترقنا..شاءت إرادة الله أن نفترق..أنت الي دار الخلود..وأنا في الدنيا إلي قدر محتوم..ويوم معلوم عند ملك مقتدر..أرسل الينا آيات محكمات..مبينات..واضحات المظهر والمخبر..(أفحسبتم إنما خلقناكم عبثا وإنكم الينا راجعون)..في مثل هذا اليوم كنت بجوارك..إلتقت العيون. إنا وانت وحدنا في تلك اللحظة الهائلة من عمر حياتنا المشتركة..آخر من ودعته عيونك كانت عيوني.. هبطت علي سكينة في نقطة (ما) من بؤرة لا وعي..وقرأت (ياتيكم الموت بغته وانتم لا تشعرون)…وافترقنا. وتلاشي التلاقي.. وحل الشوق الأبدي…وسكنت داخلي (الفجوة)هي عنوان حياتي يا (عواطف)….إندلقت (القربة )وسال الماء وابتلعته صحراء حياتي الجديدة ..وبدا لي بعدك السراب الذي أعرفه سرابا لا يروي عطشا ولا يقطع مسافة في طريق جاف وأصفر وحاف الشعور…
إفترقنا في ذلك اليوم .وسرت في دربي الجديد..وحيدا جوادي..مغلقا قلبي. بلا بوصلة ..بلا احداثيات الزمان او المكان..
زادي مفردات ايمان وصبر واحتساب وكتابنا وايامنا الغائبة الحاضرة في حلي وترحالي..وصدي ضحكاتك مجلجلة وكثير جمل وحكايات من محارة زماننا الذي لن يعود…
هل تذكرين ..انا وأنت علي ساحل الحديدة وانت تغادرين علي متن السفينة المغادرة الي بورتسودان والزمان حرب في اليمن. قلتي لي باصرارك العجيب.نبقي معا..نموت معا..هزمتك وغادرتي وكتبت والسفينة تمخر عباب البحر..وانا أنزوي في زحام المدينة اليمنية البيضاء..كتبت علي ورقة كانت في جيبي..تاخذني إليك صبابة الهوي ولحظة انحباس الروح في جب التمزق والانكسار.والكلام كثير والزمان اخضر والشباب (مسيطر) ومع ذلك احاول النفاذ للذاكرة الخربه..فقد قلت أيضا..
تأخذني إليك روعة ذاك الزمان ألقا والغيمة الندية توسدت صدر تلك الروابي وعانقتها في وضح النهار..
هل قلت؟ .يأخذني إليك موعد طفلتنا الاولي الراكضه في رحم الرحمة ومحطات الانتظار. ..
كنت اظنها طفلة .وجاء محمد..محمد رفيقي وصديقي وكل ملامحك وذات الصفات الفيك.. اشوفك انت في (اوفي)..شال طباعك..وعزتك..وفيك الشموخ والكبرياء النبيل…اقول من ذات القصيدة..وأشرب من نبع زماننا الأخضر ولا ارتوي في صحراء اليوم. غادرنا الامتلاء ..وهل أنسي ذات يوم وانا ومحمد وقد عبثتا ذات يوم بشئ من نظام البيت..قلتي لنا.( انا بموت وانتوا ستطول هملتكم)..نعم ضربتنا الهمله..واظلنا زمان الحرب والنزوح. .فاتسع راتق الهمله..وتهنا في دنيا غريبة.ما أوجع فجوتنا بعدك…بعدك الحياة فجوة كبيرة. فجوة باتساع اليوم..والزمن..والمكان..أسير في الدروب وأنت معي..التقيك علي مدار الصلوات الخمس..في الدعوات. عند. الفجر..تعامد الشمس. عند الغروب..ما أوحش المساء واليوم..في نزوحي وابتعادي عن الخرطوم يوحشني قبرك الجميل…ازورك وأحس بشئ من الراحة والتأمل واليقين…في مقابر البحوث ترقدين بسلام ..عند مليك مقتدر…٤ أعوام علي رحيلك وانا في الفجوة. ما إتساع الفجوة بعدك يا عواطف.. .فجوتك غيابك رغم حضورك في تلافيف الروح والقلب والفؤاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى