أهمية الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة
معتصم عبد القادر القاضي إذاعة بورتسودان مدير المكتبة الولائية العامة

أهمية الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة
يُعدّ اليوم العالمي للإذاعة، الذي يحتفل به في 13 فبراير من كل عام، مناسبة عالمية تسلط الضوء على الدور الحيوي الذي تلعبه الإذاعة في تعزيز الوعي، ونشر المعرفة، وبناء الجسور بين الثقافات المختلفة. وقد أقرّت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) هذا اليوم عام 2011، تأكيدًا على أهمية هذه الوسيلة الإعلامية التقليدية في العصر الرقمي.
الإذاعة.. وسيلة إعلام لا تموت
رغم التطورات التكنولوجية وانتشار الوسائل الرقمية، لا تزال الإذاعة تحتفظ بمكانتها كأحد أكثر الوسائل الإعلامية وصولًا وانتشارًا. فهي تصل إلى الملايين في المناطق النائية والريفية، وتوفر المعلومات في أوقات الأزمات والكوارث الطبيعية، كما أنها تمثل منبرًا حرًا يعبر من خلاله الأفراد عن آرائهم دون قيود.
دورها في التوعية والتعليم
تُعدّ الإذاعة أداة قوية لنشر المعرفة، حيث تساهم في التثقيف العام من خلال البرامج التعليمية والثقافية، كما توفر منصة لتعزيز الحوار حول القضايا الاجتماعية والاقتصادية. في كثير من البلدان، تستخدم الإذاعة كوسيلة رئيسية لنقل المعلومات الصحية والتربوية، لا سيما في المناطق التي تعاني من محدودية الوصول إلى الإنترنت أو وسائل الإعلام الحديثة.
تعزيز التنوع الثقافي وحرية التعبير
تتيح الإذاعة الفرصة للتعبير عن التنوع الثقافي، حيث تعكس أصوات المجتمعاتغ المختلفة بلغاتها ولهجاتها المتعددة. كما أنها توفر مساحة لحرية التعبير، حيث يمكن للأفراد مشاركة آرائهم ومناقشة القضايا المجتمعية بحرية، مما يعزز الديمقراطية ويدعم حقوق الإنسان.
الإذاعة في الأزمات والطوارئ
تلعب الإذاعة دورًا أساسيًا في تقديم المعلومات الحاسمة خلال الأزمات، سواء كانت كوارث طبيعية أو أزمات إنسانية. فهي تبقى الوسيلة الأكثر موثوقية لنقل الأخبار العاجلة والتحذيرات، مما يساعد السكان على اتخاذ القرارات الصحيحة لحماية أنفسهم ومجتمعاتهم.
لماذا يجب الاحتفال بهذا اليوم؟
الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة هو اعتراف بقوة هذه الوسيلة الإعلامية وقدرتها على التأثير الإيجابي في المجتمعات. كما أنه فرصة لتعزيز النقاش حول تطوير المحتوى الإذاعي، وتشجيع الابتكار في هذا المجال، وضمان استمرار الإذاعة كوسيلة فعالة لنقل المعرفة والمعلومات.
في هذا اليوم، تُنظَّم الفعاليات والندوات، وتُبث البرامج الخاصة التي تبرز إنجازات الإذاعة وتسلط الضوء على تحدياتها وفرصها المستقبلية. وهو يوم يجدد فيه الإعلاميون والعاملون في الإذاعة التزامهم برسالتهم الإعلامية النبيلة، في خدمة الجمهور وتعزيز القيم الإنسانية.
ختامًا
تظل الإذاعة منبرًا قويًا لنشر الوعي والمعرفة، وأداة فعالة لتعزيز الحوار والتواصل بين الشعوب. وفي ظل التطورات التكنولوجية، تبقى الحاجة ملحّة للحفاظ على دورها وتعزيز حضورها، لضمان استمرار تأثيرها الإيجابي في المجتمعات حول العالم.