كتب الأستاذ موسى داؤد يحيى مساعد الرئيس الناطق الرسمي بإسم حركة تحرير السودان المجلس القيادي
الفريق أول ياسر عبد الرحمن العطا: ملحمة الفداء والصمود في ميادين العزة

الفريق أول ياسر عبد الرحمن العطا: ملحمة الفداء والصمود في ميادين العزة
هو القائد الذي لم تلِن له عزيمة، ولم ينكسر له خاطر، رجلٌ جسورٌ صنع من صبره درعًا يحمي به تراب السودان، ومن إيمانه سيفًا يقطع به أوهام المعتدين. لم يكن يومًا ممن يساومون على أرض الوطن أو يفاوضون على كرامته، بل كان ولا يزال جدارًا صلبًا تتحطم عليه مؤامرات الأعداء.
حين التقى وفد سلطنة دارفور بقيادة المقدوم صلاح الدين محمد الفضل، كان حديثه رسالة واضحة، تنبض صدقًا وإخلاصًا، أن السودان واحد لا يتجزأ، وأن دماء شهدائه لن تذهب هدرًا، وأن القوات المسلحة ستظل الحارس الأمين لأرضه وشعبه. في كلماته عزمٌ لا يلين، وفي مواقفه صلابة الجبال، فهو القائد الذي خبر ميادين القتال، وعرف كيف يُصاغ المجد من البذل والتضحية.
لم يكن مجرد قائدٍ عسكريٍّ يضع الخطط وينفذ الأوامر، بل كان رجل الميدان الذي يعيش نبض المعركة في قلبها، يشارك جنوده شظف العيش، ويقف إلى جانبهم في أحلك الظروف، حيث ظلّ في منطقة المهندسين العسكرية ووادي سيدنا، حصنًا منيعًا، وسندًا لأهل أم درمان، يذود عنهم، ويثبت في وجه العواصف، مؤمنًا بأن النصر يأتي لمن صبر وصمد.
حين شرفت بلقائه، وجدتُ أمامي قائدًا من طرازٍ فريد، رجلًا تتحدث قسمات وجهه عن معارك الشرف، وتروي عيناه قصص الثبات والصبر. لم يكن حديثه مجرد كلمات، بل كان يقينًا يفيض من قلب مؤمن بوطنه، واثقٍ بجنده، مدركٍ أن النصر وليدُ العزيمة والإرادة. بشفافية القائد الصادق، قالها دون مواربة: لن نفرط في شبرٍ من السودان، ولن نخذل شعبنا، فهذه معركة وجود، إما أن نكون أو لا نكون.
أثنى على صبر السودانيين، على صمودهم رغم قسوة الأيام، مؤكّدًا أن الشعب هو من صنع الانتصار بوقوفه إلى جانب جيشه، وأن كل قطرة ماءٍ سقاها مواطن لجندي في الخنادق، وكل لقمةٍ قُدمت لجنديٍّ مرابط، كانت وقودًا في معركة العزة والكرامة.
واليوم، إذ تقترب الحرب من نهايتها، وتطوى صفحة الخراب الذي حاولت المليشيات الإرهابية فرضه على السودان، يؤكد الفريق أول ياسر العطا أن النصر قاب قوسين أو أدنى، وأن الأعين الآن تتجه نحو دارفور وكردفان، حيث سيتم استكمال المهمة، واقتلاع آخر جذور الخيانة. لكنه يذكّر بأن الحرب لا تنتهي بزوال العدو فقط، بل تبدأ بعدها معركة أكبر، معركة إعادة بناء السودان، واستعادة روحه التي حاول الأعداء كسرها.
وجه رسالته إلى الشباب، داعيًا إياهم ليكونوا حملة مشاعل النهضة، وبناة المستقبل، مؤكدًا أن الأوطان لا تُبنى إلا بسواعد أبنائها، وأن السودان ينتظر منهم أن يرفعوه من تحت الركام، ليعود شامخًا كما كان، وطنًا حرًا، قويًا، عزيزًا.
إنه زمن الرجال العظام، زمن من يخطون التاريخ بدمائهم، ويجعلون من أجسادهم جسورًا تعبر بها الأوطان إلى بر الأمان. والفريق أول ياسر العطا هو واحدٌ من هؤلاء، قائدٌ لم ينكسر، ولم يتراجع، بل ظل واقفًا في وجه العاصفة، يحمي السودان بسيف العزم ودرع الإيمان، ويقود معركة العزة حتى يشرق فجر النصر من جديد.