راي

من أخرج السودان من قائمة ضيوف الرحمن لحج هذا العام 1447هجرية3/2

 

سندخل في عمق المؤامرة، ونكشف الأدوار الخفية للأشخاص،وكيف تحولت القضية من إدارة مؤسسات الحج إلى مسرح عبث تدار فيه اللعبة من جدة ومكة وتحت الطاولة في بورتسودان، وإذا كانت الأسئلة الأولى قد وضعت الأصابع على الجرح، فإن ما سيأتي الآن هو الضغط على الجرح حتى يصرخ الفاسدون.
القضية لم تعد مجرد إقالة أمين عام ولا نقل موظف، بل تحولت إلى عملية تصفية ممنهجة لكل صوت يقول أريد الإصلاح سواء في داخل وزارة الشؤون الدينية، أو المجلس الأعلى للحج والعمرة، أومكتب حجاج السودان في جدة.
فمن الذي يدير الخيوط؟ ليس رئيس الوزراء وحده، بل شبكة معقدة تبدأ من بورتسودان وتمر عبر جدة ولا تنتهي عند مكة، فهناك قنصل عام وبتحفيز من الملحق الإداري المنقول يريد أن يجعل من نفسه أمينًا عامًا موازياً، يقرر وينفذ ويطيح بمن يشاء، كأن القوانين كتبت بمداده. ترك مهامه الدبلوماسية وتفرغ للحج والعمرة، يوزع الأوامر كأنه وزير فوق الوزراء، ولا أحد يجرؤ على ردعه.
وهناك وزير استسلم لسطوة أنثى ، تملي عليه وتضغط حتى صارت الوزارة تدار بعقلية “البيت العائلي” لا بعقلية دولة، وكل ذلك من أجل إشباع غريزة القبلية والجهوية، والانتقام من كل من يخالف رأيها.
والأخطر أن الملحق الإداري المنقول إلى بورتسودان رفض قرار نقله، مدعومًا من مثلث النفوذ: القنصل بجدة، الوزير، شقيق الوزير، وبعض الأيادي العابثة في بورتسودان.
فكيف يُسمح لموظف نُقل بقرار رسمي أن يتمرد، ثم يُكافأ على تمرده بإعادته لمنصب أكبر من طاقته؟ أليست هذه فضيحة دولة؟ أليست خيانة لأمانة الركن الخامس؟
إن ما يحدث الآن في مؤسسة الحج والعمرة ليس مجرد تجاوزات فردية، بل مخطط متكامل يراد به مسح كل أصحاب الخبرة والكوادر الوطنية المؤهلة، وفتح الباب لجيش من الموالين الصغار الذين لا يملكون سوى الولاء الأعمى لأسيادهم، ألم يقل عم التعابة بلسانه “إنها عملية كنس منظّم لكل من بقي في مكتب حجاج السودان من أصحاب الخبرة”؟ نعم، إنها حملة تطهير ضد الكفاءات، ليستبدلوا بها بطانة فاسدة تعرف كيف تبيع الذمم ، وتوثق عقود الفساد، وتُنسج الصفقات في الظلام.
فهل يعلم الشعب السوداني أن كل ما يحدث الآن هدفه النهائي هو إفراغ مكتب حجاج السودان؟ وإعادة صياغته كوكالة خاصة في يد جماعة صغيرة، تتحكم في كل شاردة وواردة ودون حسيب أو رقيب.
ألم يسأل أحدكم من الذي يستفيد حين يتم إبعاد سامي الرشيد؟ من الذي يكسب عندما يُقصى صوت الخبرة الذي يعرف دهاليز وزارة الحج والعمرة السعودية وطرق التفاوض؟ إنها ليست مكاسب إدارية، بل ملايين الدولارات التي ستذهب في شكل رشى وكومشنات وصفقات.
لقد كان سامي الرشيد صمام الأمان الأخير، لذلك أرادوا إزالته. لأنه لم يخضع لابتزازاتهم، لم يوقع على بياض، لم يسمح لأحد أن يعبث بالركن الخامس. فأصبح عقبة لا بد من تحطيمها.
لكنهم لم يدركوا أن تحطيمه يعني تحطيم مؤسسة كاملة، وأن سقوط المؤسسة سيسقط الدولة كلها في مواجهة فضيحة القرن.
أيها السودانيون، ليست القضية هنا صراع أفراد، بل قضية وطن يُباع في المزاد، إننا نرى اليوم كيف تُدار وزارة سيادية، كيف تحولت إلى لعبة بين أيدٍ صغيرة، بينما رئيس الوزراء كامل إدريس يضع توقيعه على قرارات يعلم تمام العلم أنها ستفتح أبواب جهنم على البلاد، والسؤال الذي يظل يطرق العقول,هل يعرف رئيس الوزراء أن ما يحدث الآن ليس إلا تمهيدًا لليوم الأسود، حين تُرفض ملفات السودان في وزارة الحج والعمرة السعودية لأنه لا يملك توقيعًا شرعيًا واحدًا، هل يعرف أن كل دقيقة من التلاعب هي سكين يُغرس في خاصرة الركن الخامس؟ هذه المؤامرة تتكشف أوراقها واحدة بعد الأخرى، لكن ما خفي أعظم، وما ينتظر البلاد أخطر مما يتخيلون.
*عم التعابة/ القضارف*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى