راي

*من نصوص التشريع إلى نبض الإنسان: رحلة أسامة رقيعة

مدارات للناس هاشم عمر

 

في زمن تتداخل فيه الأصوات وتضيع فيه المعاني، يبرز أسامة رقيعة كصوتٍ مختلف، لا يكتفي بقراءة النصوص القانونية، بل يسعى إلى استنطاق روحها، والبحث عن العدالة التي تُحسّ ولا تُكتب.

ولد في بيئة متناقضة بين الألم والأمل، ودرس القانون العام، لكنه رفض أن يُحاصر داخل قوالب التشريع الجامدة. اختار أن يكون القانوني الذي يكتب للإنسان لا للسلطة، فأسّس مشروعًا قانونيًا عالميًا يربط المحتاجين بمحامين متطوعين، ليجعل من القانون درعًا للفقراء لا سيفًا عليهم.

رغم عمله مديرًا قانونيًا في دبي، لم يتخلّ عن شغفه بالكتابة، فخاض غمار الأدب في مجالات متعددة: الرواية، الفكر، أدب الرحلة، والسيرة. تُرجمت أعماله إلى الفارسية، التركية، الأمهرية، والإنجليزية، وتناولت قضايا فلسفية وإنسانية عميقة. روايته “شبح شفاف” تُعدّ تجربة وجودية تتقاطع فيها الأسطورة مع الواقع، والروح مع المجتمع، وتطرح أسئلة حول الموت، والعدالة، والوجود غير المنظور.

نال رقيعة تكريمات عديدة، منها:
الإقامة الذهبية من دولة الإمارات – فئة المبدعين
الدكتوراه الفخرية في الإبداع من الجامعة الأمريكية
جائزة الكتاب الذهبي لأدب الرحلات
جائزة التميّز الدولية
جائزة ماسنر مايند للمؤلفين المميزين

كما أصبحت أعماله الأدبية موضوعًا لرسائل أكاديمية في جامعات عربية، ما يثبت عمقها العلمي إلى جانب جمالها الأدبي.

رحلة أسامة رقيعة ليست مجرد سيرة مهنية، بل دعوة مفتوحة لكل شاب أن يكتب حلمه، ويجعل من قلمه أداة للعدالة، ومن قلبه منارة للمعنى.
فهو ليس مجرد كاتب أو قانوني، بل حالة فكرية وإنسانية نادرة، تُجسّد كيف يمكن للكلمة أن تكون سلّمًا نحو التغيير، وللوجدان أن يكون طريقًا نحو العدالة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى