راي

*الخرطوم .. طائر الفينق

✒️ *مقدم م : هشام عثمان حسين الحبوب

 

طائر الفينيق هو طائر إسطوري يظهر في العديد من الثقافات والأساطير و يعرف بأنه طائر جميل يولد من جديد من رماده الخاص وفقًا للإسطورة يعيش طائر الفينيق لفترة طويلة من الزمن ثم يموت في النار و لكن من رماده يولد طائر فينيق جديد و يرمز إلى التجديد و الإستمرارية و التحول في السياق المجازي أن يُستخدم طائر الفينيق لوصف الأشياء أو الأشخاص الذين يعودون أقوى و أفضل بعد التحديات أو الصعوبات و نجد في إسطورة طائر الفينق دروس و عبر لنا في إعادة سيرة الخرطوم الأولى و بناؤها و تعميرها بل النهوض بها حضاريا و علميا و إقتصاديا بعد أن طالها الخراب و الدمار الممنهج المتعمد من تلك المؤامرة التي أعد لها كل متطلباتها ماليا و عسكريا و بشريا و غطاءا إقليميا و دوليا و إذا نظرنا حولنا لوجدنا إنه يمكن للمدن أن تعود إلى الحياة بعد الحروب و الدمار و هناك العديد من الأمثلة على مدن تم تدميرها أو تضررت بشدة خلال الحروب ثم أعيد بناؤها و تعميرها مثل مدينة هيروشيما و ناجازاكي في اليابان بعد القنابل الذرية في الحرب العالمية الثاني مدينة برلين في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية مدينة بيروت في لبنان بعد الحرب الأهلية اللبنانية مدينة دوبروفنيك في كرواتيا بعد حرب الإستقلال الكرواتية .

مدن و عواصم تدمرت تماما و عادة ما تتطلب عملية إعادة بناء المدن بعد الحرب جهودا متعددة الأبعاد تشمل الجوانب الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و الأمنية و يجب أن ترتكز عملية التعمير على إعادة تأهيل البنية التحتية ببناء مؤسسات قوية و تعزيز الحوار المجتمعي و تحقيق الإستقرار الإقتصادي من خلال تفعيل كل فئات و قطاعات المجتمع في عملية إعادة البناء و التعمير لتتكامل الجهود الحكومية مع منظمات المجتمع المدني و القطاع الخاص مع الأخذ في الاعتبار أهمية و ضرورة التعاون الإقليمي و الدولي لتقديم المساعدة التقنية و المالية و اللوجستية لضمان تحقيق أهداف إعادة الإعمار و البناء
أيضا هنالك عامل مهم جدا و هو عملية دمج و تسريح و تأهيل للقوات العسكرية التي وقفت بجانب القوات المسلحة في معركة الوطن معركة الكرامة .

فحذاري بنو وطني نعجز أن نكون للوطن مثل طائر الفينق الذي يولد مرة أخرى من الرماد و رفات الجسد المحروق لأنكم جميعا تعلمون أن عاصمة الوطن ( الخرطوم ) تعيش تحديات جسام خصوصا في قضية البناء و التعمير لذا نريد إعادتها وفق رؤية وطنية و تخطيط علمي إستراتيجي لبناء العاصمة الخرطوم و كل الوطن لأننا مسئولين عن ذلك أمام الله و الأجيال القادمه عن هذه الرعايه مهما طالت الحرب التي توحد فيها كل الشعب حول الوطن و قواته المسلحة ضاربا أروع القيم و المعاني و البطولات و التضحيات من أجل أن يعيش هذا السودان و إنسانه حرا ابيا سيدا لنفسه فكانت معركة الوطن معركة الكرامة التي شهد بها العالم قبل العدو نصرا كتبه هذا الشعب و قواته المسلحة في سفر الشعوب و التاريخ و بإذن الله سوف يكتمل هذا النصر بمعركة البناء التي سوف يكون فيها أيضا كل الشعب يد تبني و تعمر و يد تحمل السلاح دفاعا عنه .
و لله درك يا وطن ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى