راي

*نحويّات المساء* ______________ *تجديدُ الأحزان وإثارةُ* *الأشجان في العيد

محمد النحوي الشريف* *elnahwi92@gmail.com*

 

في غدٍ مشرقٍ ومليءٍ بالبهجة والفرح يبدأ العيد السعيد أوّل أيّامه المباركة، أعادة الله علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات. ولكن، هل نستعد فعلاً للاِحتفال بهذا العيد السعيد؟ هل نعمل على إظهار ملامح الفرح والبهجة والسرور؟

بينما نحتفل بعيد الفطر المبارك ونستعد لقضاء وقت جميل مع الأهل والأقارب والأرحام والأصدقاء، لا يمكننا تجاهل الظروف الصعبة التي تمرّ ببعض الأسر السودانية نتيجة الحرب من نزوح وتشريد وتباعد لأفراد الأسرة الواحدة. ومن خلال الظروف التي تعيشها بعض الأسر قد تتبدل مشاعر الفرح بمشاعر الحزن، خاصة في حالة فقد أحد أفراد العائلة أو أحد أعمدتها وركائزها.

بعض العادات غير الطيّبة التي نجدها في بعض الأسر هي تجديد الأحزان في يوم العيد؛ فالنساء قد يمتنعن عن لبس الملابس الجديدة ويظهرن حالة من الحزن والبكاء بدلاً من الفرح والابتهاج. يقمن بزيارة أهل المتوفى ويقمن بمشاركتهم الحزن المتجدد، فتتجدد آلام الفراق وتبقى الذكرى حيّة في أذهانهن.

وفي يوم العيد يحسبن النساء زيارة أهل المتوفى ومواساتهم أمرًا ضروريًا وواجبًا، وقد يعاتبن أولئك الذين لم يأتوا للمواساة والمشاركة في تجديد الحزن. هذه العادات لا تتماشى مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى الفرح والبهجة وإظهار كافة ملامح الفرح بالعيد.

في هذا العيد، واجبٌ علينا أيّها القارئ الكريم أن نتجاوز الحزن ونستقبل العيد بالبهجة والفرح، لنتذكر أن العيد يجب أن يكون فرصة للابتهاج واظهار ملامح السرور، وليس لتجديد الأحزان والحزن على من فقدناهم.

يجب أن نتذكّر من فقدناهم بالدعاء والصدقة والعمل الصالح، ونجعل ذكراهم مصدر إلهام لنا للصبر وقوّة التحمّل وقوّة والإيمان بالقضاء والأقدار.

حيث يجب علينا أن نستمتع بالعيد ونعبّر عن الامتنان والشكر لله عزّ وجلّ أن وفقنا للصيام والقيام والأعمال الصالحات، وأن نفرح بكل لحظة في أيّام العيد {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}. ولابد أن نتذكّر ليس من منهج الإسلام تجديدُ الأحزان وإثارةُ الأشجان.

فلنجعل هذا العيد فرصة للتفاؤل وتجديد الآمال ونسعى جميعاً إلى إعادة الإعمار لذواتنا وبيوتنا ووطننا الحبيب بعد أن تعافى وتطهّر بقوّة الجيش والقوات المساندة له في حرب الكرامة، تعافى من مخطط هذه المليشيا ودويلة الشّر. نسعىٰ لبناء مجتمع يسوده البناء والفرح والسلام الاِستقرار.

وكل عام وأنتم بخير.
وكل عام ووطننا في أمن وأمان.
والرحمة والقَبول الحسن لكل من رحلوا عن دنيانا الفانية.

.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى