
بعد أن وضعت الحرب أوزارها في ولاية الجزيرة، وجد الوالي الطاهر إبراهيم الخير نفسه أمام تحدٍ جديد لا يقل ضراوة عن المعارك العسكرية، لكنه هذه المرة لم يكن ضد العدو، بل ضد الدمار والفوضى وانهيار الخدمات الأساسية. معركة إعادة الحياة إلى ود مدني وبقية مدن الولاية المحررة باتت مهمته الأولى، ولم يكتفِ بإصدار التوجيهات، بل خاضها بنفسه من الميدان، متنقلًا بين المرافق المتضررة والأسواق والشوارع والأحياء، ليعيد الأمل في قلوب المواطنين.
كانت المياه والكهرباء أول الملفات الساخنة التي وضعها على طاولة المعالجة الفورية، فأشرف على عمليات صيانة محطات المياه وإعادة تأهيل الخطوط المتضررة، لضمان وصول الإمداد المائي إلى كل المناطق، خاصة التي ظلت تعاني من الانقطاع لفترات طويلة. وفي ملف الكهرباء، تحرك بسرعة لإصلاح المحولات التالفة والشبكات المعطلة، متابعًا الفرق الهندسية عن قرب، لضمان عودة التيار الكهربائي بشكل مستقر، رافضًا أن تبقى مدني وسكانها تحت رحمة الظلام.
لم يكن الاقتصاد بعيدًا عن اهتماماته، فأطلق خطة عاجلة لإعادة الأسواق إلى العمل، وعلى رأسها سوق مدني الكبير، الذي شهد عمليات تنظيف واسعة وإزالة لمخلفات الحرب، استعدادًا لعودة النشاط التجاري. التقى بالتجار، استمع إلى مخاوفهم، وحثهم على العودة إلى أعمالهم، مؤكدًا أن الحكومة ستوفر لهم كل الضمانات اللازمة للحماية والاستقرار، وهو ما بدأ يتحقق مع انتشار قوات الشرطة وتعزيز الوجود الأمني في كل المدن المحررة.
الزيارات الميدانية كانت جزءًا أساسيًا من استراتيجيته، إذ لم يبقَ داخل أسوار المكاتب، بل خرج إلى المناطق المتضررة، وكان آخرها منطقة ود النورة، حيث التقى بالأهالي واستمع إلى مشكلاتهم، متعهدًا بحل أزمات المياه والصحة والاتصالات، وموضحًا خطط الحكومة لتأمين احتياجاتهم الأساسية في أسرع وقت ممكن. لم تكن هذه الزيارة استثنائية، بل جاءت ضمن سلسلة من الجولات التي تثبت التزامه التام بمسؤوليته تجاه كل مواطن في الجزيرة.
مع استعادة الأمن في مدني والمناطق المجاورة، أشرف على انتشار الشرطة في المدن المختلفة، لضمان عدم عودة الفوضى أو حدوث أي تهديدات جديدة. تم تفعيل أقسام الشرطة، وتسيير دوريات نهارية وليلية، وربط الأجهزة الأمنية بأنظمة اتصالات حديثة، ما عزز الشعور بالأمان لدى المواطنين وشجع التجار وأصحاب الأعمال على استئناف أنشطتهم بثقة.
حظيت هذه المجهودات بقبول شعبي واسع، حيث بدأ المواطنون يشعرون بجدية الحكومة في تحسين أوضاعهم، وارتفعت أصوات الدعم للوالي الذي لم يخذلهم في أصعب الظروف. هذا الزخم الشعبي، إلى جانب النجاحات التي تحققت في إعادة الإعمار والخدمات والأمن، كلها عوامل تعزز من بقائه في منصبه كوالي، إذ بات يُنظر إليه كرمز للاستقرار وإعادة البناء في الجزيرة.
إني من منصتي انظر ….. حيث أري… أن المعركة الأخرى التي يخوضها الطاهر إبراهيم الخير ليست سهلة، لكنها لا تقل أهمية عن معارك التحرير، فهي معركة البناء والتعافي وإعادة الحياة. ووسط كل التحديات، يثبت كل يوم أنه رجل المرحلة، القادر على قيادة الجزيرة نحو مستقبل أكثر استقرارًا، رغم كل ما مرت به ، كونوا معه لا عليه .