حتى لا يرجع مشروع قحّط !!! [ الجدول الزمني للحراك اليساري لتدمير الوطن من قيام دولة ٥٦ والى الآن ٢٠٢٥م
✒️أ. الرفيع بشير الشفيع

[١] من الملاحظ أن كل الحكومات السودانية ، المدنية والعسكرية منها، منذ الإستقلال، والكثير من الشعب السوداني ، كانت وكانوا ولا زالت ولا زالوا يتعاملون مع اليسار، كأحزاب وليست كمشروع استراتيجي بدأ منذ اواسط الأربعينيات.
وعلى طيبة السودانيين النمطية، لا يقدر الناسُ ( إلا من رحم الله) حجم ذلك المشروع التدميري والمناهض للقيم والدين والأخلاق ، حتى ربى ذلك المشروع الآن وأصبح تدميره يطال الوطن وشعبه وجيشه وبقاءهما ويطال محو تاريخيه وتقسيمه لدويلات وقد بدأ هذا الطَوْل عمليا من أن تم سجن الازهري وموته في السجن ومحاربة المحجوب ونميري والآن الإنقاذ والجيش والإسلاميين وبقية الشعب الذي اختار أن يقف مع وطنه ودينه وجيشه.
لكن الأمر وصل قمته منذ ١٩٨٣م وبعد اول شهر من إعلان الشريعة ( كما قال محمد يوسف المصطفى الشيوعي المخضرم ) خرج كل اليسار للغابة مع جون قرنق ، وقد سبقهم إلى ذلك اولاد جون قرنق.
[٢] ثورات اليسار للقفز للحكم:-١- عشرات الثورات الميتة منذ ثورتهم أكتوبر ١٩٦٤م والتي تصدى لها الإسلاميون بقيادة د.حسن الترابي وقد راينا د. الترابي محمولاً على الاكتاف وراينا اليسار كيف صنع البطولات بطه القرشي، بعد أن اغتاله تعطشا للدماء، وانتهت ثورة اكتوبر بظهور اليسار كقوى علمانية ( القومية الناصرية والشيوعي).
٢- كانت ثورة مايو يسارية بحتة ، وكان قادتها من الحزب الشيوعي والقوميين الناصريين العلمانيين الذين أقاموا ثورة ١٩٥٢ م في مصر وعلى نهجها قامت ثورة مايو ( أتى عبدالناصر وصحبه العلمانيين بمحمد نجيب الرجل العسكري “الطيب” وسرعانما ما ازاحوه، لتظهر الناصرية القومية العلمانية المتصهينة بوجه عبدالناصر ، ثم أتت مايو بالرئيس الوطني النبيل جعفر نميري وحاولوا أن يستبدلوه بالوجوه الشيوعية والقومية، وحدث ما حدث في يوليو ١٩٧١م والذي قصم الله به ظهر اليسار وقادته الكبار واظهر الله به الشريعة في ١٩٨٣م ( يقول الكثير أن الشريعة في ١٩٨٣م كانت بفعل التيار الإسلامي الوطني كمشروع مقابل المشروع اليساري العلماني العميل)، ومنذئذ بدأ الصراع بين المشروعين على أشده.
حارب اليسار باحزابه التقليدية المختلفة ( الشيوعي ، والقومي الناصري الذي أسس حزب البعث في العراق وسوريا وبعدها في السودان واللجان الثورية في ليبيا)حاربوا الوطن بدعوى محاربة نميري ، وقد دمر اليسار من داخل المؤسسات التي عشعش فيها من ٦٩ الى ٧١ ( كما يحدث الان)، تم تدمير السكة حديد والاتصالات ومشاريع السكر وكل المشاريع الزراعية وقاموا بتأميم كل المصانع الكبرى بحجة الوقوف مع البروليتاريا ضد الراسمالية الطفيلية- نفس ما فعلته لجنة التمكين الآن في السودان)
٣- في ١٩٨٤م حاول اليسار القيام بثورة لولا لطف الله ثم نباهة الجيش والإتيان بالرجل الحكيم سوار الذهب لأحدث اليساريون دمارا شاملا في السودان.
٤- ثم قامت ما يسمونه (كذبا) بالديمقراطية الثالثة في ١٩٨٦ إلى ١٩٨٩ م ايام الصادق المهدي ، وحاول اليسار تجييرها لصالحه، وقد حاربها من الداخل بواسطة الأجراء في حزب الأمة، حتى صارت حالة الجيش الوطني يرثى لها و الشعب لا بواكي له بسبب ” انكشارية السيد الصادق المهدي” واختصاره الدولة على مقياس حزب الأمة وقد بدأ في تكوين جيش انكشاري خاص بعد أن طرح مشروعا اسلاميا ( مواربا بين العلمانية والإسلام).
٥- ولأن مدى دورات الصراع بين المشروعين الوطني والعميل العلماني هي خمس سنوات دائما ، تقريبا ، ففي ١٩٨٩م قامت ثورة الإنقاذ لتنقذ الحال وحتى توقف انقلابات يسارية كانت متوقعة وكانت ستودي بالبلاد في الهاوية منئذ… والكل يعلم ما حدث للأنقاذ وما حدث منها.
٥- في ٢٠١١م كوّن اليسار ( تنسيقية قوى التغيير في الخارج للتنسيق مع يسار الداخل وحلفاء الخارج) عبر الجاليات اليسارية بالخارج، وعبر شخصيات سودانية معروفة في الخارج في الدول الكبرى عملت كحكومة يسارية بنفس مشروع السودان الجديد ، موازية للحكومة القائمة في السودان (الإنقاذ التي اعتبروها حكومة مشروع الخصوم- الإسلامي) .
٦- وفي ٢٠١١م نفسها ، تم تشوين وتسمية الحركات المسلحة ” الشمالية” والتي شاركت وتحالفت مع جون قرنق وبعد اول شهر بعد “استقلال” الجنوب، وتم تمويلها وتأهيلها لصناعة تقسيم السودان – شمال وسميت ” حركات تحرير السودان-شمال”، وقد قامت هذه بالإتفاق او حقيقة بالتفتيت والتشظي لاحقا وشاركت بعضها الجيش تدافع عن الوطن بعدما ادركت مشروع التقسيم وانهاء دور قبائل معينة في دارفور وظل باقيها يحارب الوطن بشتى انواع الحرب.
٧- في ٢٠١٣م تمت محاولة انقلاب كادت أن تنجح لتدمير السودان لكن الله لطف بقمعه.
٨- في ٢٠١٣ نفسها تم تحالف اليسار ودول من الخارج مع الدعم السريع إضافة للتحالف الإسترانيجي مع بعض الحركات المسلحة الأخرى، ثم بدأ الترويج “للقضية- مشروع السودان الجديد) وتم تغيير عقيدة الدعم السريع من الوقوف مع الإنقاذ لعدو لدود وعده اليسار بتولي الحكم وتكوين جيش يتبع له بديلا عن الجيش الرسمي .
٧- في ٢٠١٧م تم خداع بعض قادة الإنقاذ بواسطة حمدوك وقادة مشروع السودان الجديد وتم الترويج لحمدوك ليكون وزيرا للمالية في السودان وهم كانوا يطمعون لحكم السودان بواسطة حمدوك ومجموعة من صقور اليسار من لفيف أحزاب اليسار وتجمعاته ( المؤتمر السوداني، الجمهوريين، البعث ، القومي الناصري، الحزب الشيوعي العجوز) مع إبداء الحزب الشيوعي ظاهريا نظافة يده.
٨- في نهاية ٢٠١٨م وبداية ٢٠١٩ م قامت ثورة يسارية واضحة المعالم ، ورفعت شعارات مشروعها العلماني – المدني ، ورفعت شعار ” تسقط بس “، و”كل كوز ندوسو دوس ” لإيهام الشعب وبعض دول الخارج على أنهم ضد “الكيزان” ومع المشروع العالمي العلماني ، ومع التزاماتهم للخارج بمشروع محو أي أثر تاريخي وقيمي وتنموي واقتصادي للسودان ، وتجهيز السودان بإظهاره كدولة فاشلة ، وعديم السيادة والإرادة.
وفي ٢٠١٩ نفسها بدأ تحريض دول الطوق عبر الإيقاد والإتحاد الأفريقي والدول الطامعة في السودان ،تاريخيا وجغرافيا واقتصاديا وهي الأطماع التي تشكل القاعدة الصلبة والأساس لتهشيش السودان لمواصلة حكمه بواسطة “كرزايات اليسار” كما أطلق العارفون عليهم.
في نهاية ٢٠١٨م تم الانقلاب بواسطة اليسار السياسي والدعم السريع ، البندقية والخونة من داخل الإنقاذ وبعض قادة الأحزاب التقليدية الحانقة على الإنقاذ ، وتم التحفظ على قادة الانقاذ وتسليم حكومة اليسار وقبادة الدعم السريع مناصب مدنية وعسكرية عليا في الدولة.
في ٢٠١٩م نفسها تم إعطاء جنوب السودان ( جوبا) دور عراب السلام في السودان ، على الرغم من أن حكومة جنوب السودان هي الد اعداء السودان واعطاءه صفة منبر التفاوض رغم تحالفه الواضح مع اليسار وخداعه للدعم السريع ونفاقه للجيش .
٩- قبيل اكتوبر ٢٠٢٣م ظهر الخلاف الكبير في المجلس السيادي والعسكري بعد أن شعر قادة الجيش بأن امر تفتيت الجيش وتغيير عقيدته واستبداله على وشك وأن هنالك نارا تحت رماد الدعم السريع وأنه مقدم على استلام الشرطة.
وفي اكتوبر ٢٠٢٣م قام الدعم السريع بإنقلابه تأسيسا على أنه تمكن عسكريا من مراكز القوى في الدولة واصبح ذو قدرة فائقة يمكنها استلام الحكم بسهولة لقوته العسكرية وللعب اليسار دوره السياسي والإعلامي والعمالة الخارجية.
بعد اكتوبر ٢٠١٣م ، طار صقور اليسار للخارج لبدء الخطة ( ج) والقاضية بضرب الدعم السريع والجيش ببعضهما البعض لأن الدعم السريع يمثل اثنيا وقبائليا مجموعة عربية ناهضت مشروع السودان الجديد قبل ٢٠١٣ وهزمت مليشياته من الحركات المسلحة ولأن الجيش اثبت انه جيش وطني ذو عقيدة وطنية لا يمكن تفتيته وتغيير عقيده إلا ضربه بجيش الدعم السريع وبقية الحركات المسلحة التي اختارت الحرب على الوطن بصورة استراتيجية.
في ٢٠٢٣م نفسها زاد الوعي الشعبي الوطني الى أقصى مداهة وانتفض المارد الشعبي والتف حول جيشه واستنفر شبابه وصد الهجوم الكاسح للدعم السريع في المركز ومدن الجزيرة والنيل الأبيض والنيل الازرق وشمال كردفان ونال نصرا كاسحا ولا زال يواصل.
[٥] ومع أن النصر لم يكتمل حتى كتابة هذه السطور ولكي لا ترجع قحط ومشروع قحط وبقية جيشها ( الدعم السريع )، ولكي يحسم الجيش وشعبه الأمر نهائيا على الجيش والشعب اعتبار الاتي:-١- الأ يعتبر الجيش والمستنفرين والشعب ، أن الحرب مع المشروع الاستراتيجي- السودان الجديد ، قد انتهت بمجرد طرد الدعم السريع من بعض المدن.
٢- أن يعي الجيش والشعب أن دارفور وكردفان هما أهم مرتكزات تقسيم السودان في الخطة (ج) بعد النصر في المركز وبعض المدن ، وإذا لم يحسم امرهما لصالح وحدة الوطن فإن الشر الأكبر سيأتي منهما اذا تم فصلهما ليلحقا بالجنوب كدولة ضرار أخرى وانهما مستهدفتان لقيام دارفور الكبرى وحينها سوف لن يقوى المركز او الشمال والوسط والشرق على الوقوف كدولة قومية، آمنة و ذات سيادة.
٣- يجب الا تختذل الرؤية الوطنية الأمنية والسيادية على أن حربنا مع الدعم السريع (فقط) مع انه أحدث دمارا عمليا في السودان، لأن واجهات هذه الحرب كثيرة تتعدي العشرين واجهة ولأن حربنا الحقيقية تكمن ضد مشروع عميل وعلماني استراتيجي بدأ عمليا في ١٩٨٣م.
٤- على الجيش الذي إلتف الشعب حوله ألا يخدع مرة ثانية وقبل انهاء النصر وتنظيف دارفور وكردفان الا يغفل عن أهمية الشراكة بينه وبين الحركات المسلحة التي حاربت في صفه ومع المستنفرين.
٥- على الجيش ألا تفوت عليه أن المنفذ الأول والاخير لليسار هو حكومات مدنية يمكن خلخلتها وجرجرتها والولوج من خلالها والعودة مرة أخرى للساحة السياسية حتى ولو بوجوه مختلفة، لمواصلة مشروعه الإسترانيجي من خلال حكومة مدنية ( بصلاحيات كاملة ).
٦- على الحركات المسلحة من دارفور الا تنشغل بكراسي في المركز وأهم رسالانها هو مشروع تعزيز الأمن للفاشر ودارفور وشمال كردفان حتى لا تنفصل دارفور ، وعلى الجيش الا يتملص من واجبه في حماية الوطن ومواصلة النصر عبر تفتيت الشراكة بينه وبين المشتركة، حتى لو أعطى حكومة مدنية صلاحيات كاملة ، لتختار من تشاء من وزراء ووزارات .
وعلى الحكومة المدنية أن تأنى بنفسها عن تبني مشروع السودان الجديد وتنفيذ شعارات وأهداف ثورة ٢٠١٩م اليسارية حتى وإن ادعت هذه الحكومة أن قلبها على الجيش والوطن.
والله من وراء القصد
( فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله ، ان الله بصير بالعباد).
✒️أ. الرفيع بشير الشفيع