راي

*عقوبات أمريكية محتملة

لواء ركن (م) يونس محمود محمد

بسم الله الرحمن الرحيم

١٦ يناير ٢٠٢٥م

*عقوبات أمريكية محتملة*

قال الرئيس البرهان: إن عقوبات أمريكية محتملة تستهدفه كقائد للجيش السوداني ربما تكون قيد الإعلان، ذكر ذلك في إحدى لقاءاته في مدينة ود مدني المحررة، والشيء بالشيء يُذكر ما دام المقام مقام نصر عزيز على ( *جماعات المجرمين* ) الذين ظلّت أمريكا ترعاهم من خلال كل التدابير والأعمال المسبقة لإشعال هذه الحرب، بواسطة الرباعية، والتي في حقيقتها هي الإرادة الأمريكية المطلقة، والآخرون مجرد تُبع وكومبارس، يأتي ذلك في سياق تقسيم الدول، وتفكيك الجغرافيا السياسية بغية إضعافها، خدمةً للأمن الإسرائيلي، الذي لا تعرف له حدود، وإنما يريدُ أن يُخضع العالم كله لخدمة أغراضه الشيطانية، وأمريكا نفسها الآن مطية ذلول للصهيونية، تركبها كما يركب مدرب السيرك الفيلة، ويستخدم قوتها العمياء لمصلحته، وخير شاهد ما يجري في فلسطين وقطاع غزة الذي هَزمت فيه ( *حركة حماس* ) وحدها الجيش الإسرائيلي، لولا التدخل الأمريكي بكل عتاده، وقوته العسكرية، ومليارات الدولارات سُكبت في خزائن إسرائيل وقوداً لحرب الإبادة الجماعية، بينما الشعب الأمريكي يرفض ذلك، وقد خرجت الملايين منه في تظاهرات مناصرةً لأهل غزة، رافضةً موقف بلادها من هذا الإجرام، ولا يستطيع الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته ( *بايدن* ) ولا وزير خارجيته ( *بلنكن* ) يستطيعان أن يخاطبا جمعاً من الناس، إلا وأرتفعت أصوات المعترضين، في مواقف متكررة ومحرجة لهم، والمواقع تغص بالمقالات والتحليلات الموضوعية، ما هي مصلحة أمريكا في خوض الوحل الصهيوني والتمرغ في عاره الأبدي ؟؟؟
إن الحقيقة التي لا مرية فيها أن أمريكا لا تريد وطناً حراً له قرار في العالم، بل تريد من الجميع الخضوع التام لإرادتها والسمع والطاعة لها، ولذلك وجدت على السودان ( *الحُر* ) في عهد الإنقاذ الوطني، وعمدت إلى محاصرته والتضييق عليه، وإفتعال المشاكل، وإختلاق القضايا، وإبتداع الأسباب حتى أصدرت المحكمة الجنائية الدولية قراراتها الظالمة ضد ( *الرئيس البشير فك الله أسره غير المبرر* )، وإحتفت أمريكا بالقرار، وحضت الدول على إنفاذه.
ولأن الموضوع هو السودان بالنسبة لهم، فقوالب الإستهداف جاهزة لكل لكل رئيس يرفع عقيرة الإعتراض على الأمر الأمريكي، أو يبحث عن بدائل وطنية مستقلة للبت في قضاياه الداخلية، ولا ينفع في ذلك تواضع، وخفض رأس، ولا حتى إقامة علاقة مع ( *إسرائيل* ) ولا التوقيع على الإتفاقية الإبراهيمية التي تُخرج فاعلها من الملة؛ لأنها تكذيب لصريح ما جاء في القرآن ( *ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين* ).
نعم، حتى الذين وقّعوا معهم برغبة إتقاء شرهم ما سلموا منهم، وأنظروا لحال الدول الموقعة معهم المعاهدات ماذا جنت من ذلك غير إنحسار دورها ، وغرقها في رمال الكيد الصهيوني المتحركة، بل تكشفت شبكات تجسس إسرائيلي على ( *بقرتها الأمريكية ذاتها* ).
وللخلاص من أثر العقوبات في مثل ظروف السودان الراهنة هي تسريع وتيرة العمل العسكري حتى تتم السيطرة التامة على العاصمة الخرطوم، ليتفرغ الجيش والمشتركة لملاحقة المتبقى وتحرير العواصم في دار فور،
كذلك الإستفادة من الدفع الشعبي والإلتفاف الجماهيري حول القيادة، وعدم خذلانها أبداً في مسألة الحسم التام لمن بقيّ من ( *القحاطة* ) في دواوين الدولة ، وهم معروفون بسيماهم الخبيثة.
ربط العلاقات الإستراتيجية مع روسيا بصورة عاجلة، ومباشرة مشروعات مشتركة ذات جدوى كبيرة، وعلى نفس النمط مع دول مثل الصين، وتركيا، وإيران، والبرازيل، وجنوب أفريقيا ، وأي دولة أخرى يستطيع السودان التواصل معها، وتبادل المصالح.
السيد الرئيس:
إن العقوبات ليست مقصودة لشخص الرئيس ولكنها موجهة ضد الشعب والوطن، الذي سلك طريق العزة، والحرية، والإستقلال، ولن يحيد عنه مهما كلفه ذلك، يقيناً منه بأن للكون إله تجري بأقداره الأمور، وتتشكل الأقدار، وتتنزل الإبتلاءات، وذلك صريح الإيمان بلا شك.
أما الذين سعوا من قبل لإصدار العقوبات، وحرّضوا على حصار السودان أمثال وزير خارجية قحط المدعو ( *قمر الدين* ) الذي أقر وإعترف بأنهم فعلوا ذلك، ولن يعتذروا عنه، وعندما إستلموا الحكم جاءهم صاحب الدين الذي كفلهم سنوات، وطلب منهم أن يحكم هو من خلال ( *فولكر* ) وقد فعلوا راغمين ( *تباً لهم* )، الآن هم من يسعى ويجتهد في تجريم القوات المسلحة عبر فبركة الفيديوهات، وإستغلال أي هنة وثغرة في تجريم القوات المسلحة التي تمثّل أنت رمزها، وبالتالي تطالكم العقوبات، فتراهم فرحين، لما أصاب قومهم من ضُر ( *الجنجويد* ) في اسوأ ممارسة للسياسة عرفتها الدنيا.
وأخيراً:
فالعقوبات لن تمنع الشعب السوداني حقه في سحق الجنجويد أبداً، وما بقي منهم إلا القليل، وسترمي به القوات المسلحة والمشتركة إلى هوة العدم وليس ذلك على الله بعزيز.
إمضِ بذات قوة الدفع، والصدقية في العمل، ولن يخذلكم هذا الشعب السوداني البطل .

*والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى